طهران، لندن، القدسالمحتلة – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أبلغت إيران الاتحاد الأوروبي أمس، «احتجاجاً شديداً» على حظره صادراتها النفطية بسبب برنامجها النووي، لكنها اعتبرت أن قراره «وفّر لها فرصاً وبركات»، وسيسبّب «أضراراً اقتصادية فادحة للشعوب الأوروبية». في غضون ذلك، اتهم علي أكبر جوانفكر، أبرز مستشاري الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الرئيسة البرازيلية ديلما روسّيف ب «تدمير سنوات من العلاقات الجيدة» بين البلدين، و «هدم كلّ ما أنجزه» سلفها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فيما أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن بلاده قد ترسل تعزيزات عسكرية إضافية الى مضيق هرمز، لإحباط أي محاولة إيرانية لإغلاقه. واستدعت الخارجية الإيرانية السفير الدنماركي في طهران أنديرس كريستيان هوغارد الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وسلّمته «احتجاجاً شديداً» على قرار الاتحاد، والذي اعتبره علي أصغر خاجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأميركية، «غير منطقي وغير مبرر»، متهماً «قوى داخل الاتحاد بالتبعية لسياسات أميركا واعتماد نهج معادٍ، لإثارة توتر في العلاقات مع إيران». وحمّل الاتحاد «مسؤولية عواقب هذه القرارات الطائشة والمثيرة للأزمات». وشدد وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي على أن «العقوبات غير الفاعلة التي فرضها الغرب، لا تشكّل تهديداً بالنسبة إلينا، ولم تلحق ضرراً بإيران، بل وفّرت لها فرصاً وبركات». ورأى في «ارتفاع سعر الذهب والعملات الأجنبية، جزءاً من حرب نفسية يشنّها العدو ضد إيران، وتؤدي وسائل الإعلام المرتبطة بالاستكبار دوراً مهماً في هذا المجال، ما يتطلب يقظة الشعب الإيراني الثوري». فيما قال عماد حسيني، الناطق باسم لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان): «إذا لم نصدّر نفطنا الى أوروبا، سنخزّنه، ما لن يضرّنا، بل سيزيد مخزوننا. إن إغلاق مضيق هرمز هو أحد التدابير الاستراتيجية للبلاد لمواجهة تهديدات الغرب، خصوصاً لفرض حظر نفطي». واعتبر موقع «مشرق نيوز» المحافظ، الحظر النفطي الأوروبي «هدية، إذ إن اقتصاد إيران اعتمد خلال قرن على عائدات النفط، وهي تواجه الآن اختباراً جدياً في كيفية تقليص اعتمادها على ذلك». وكانت وزارة النفط الإيرانية اعلنت أن «إيران تصدّر 18 في المئة فقط من نفطها الى أوروبا»، مؤكدة أن «الحظر سيسبّب أضراراً اقتصادية فادحة للشعوب الأوروبية... كما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وخفض حاد للنمو الاقتصادي العالمي». في السياق ذاته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن ممثل الفرع الإيراني لشركة أوروبية كبرى، ان «المصرف المركزي (الإيراني) لم تعد لديه عملات صعبة ليمدنا بها، ما يؤدي الى خلل كبير في وارداتنا»، فيما قال خبير اقتصادي إيراني: «العقوبات الغربيةالجديدة ضد المصرف المركزي الذي لم تعد لديه أرصدة في أوروبا منذ فترة طويلة، ستؤدي خصوصاً الى تشديد الخناق المالي على إيران، ما سيؤدي الى زيادة أخطار زعزعة اقتصادها وتضييق قدرتها على الاستثمار في شكل إضافي، والتي تضررت بشدة أساساً، لتطوير موارد النفط والغاز». وفي اسرائيل، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من ان بلاده لن تدع «مصيرها بأيدي اخرين»، وقال «ان تهديدات حزب الله وايران وحماس بمحو اسرائيل من الوجود تتزايد، وجهات عدة في العالم تلتزم الصمت، وهذا ما يضاعف المخاطر المحدقة بنا ويدفعنا الى عدم مواصلة التزام الصمت وترك مصيرنا بأيدي غيرنا». من جهته، دعا رئيس الاركان بيني غانتس «حزب الله» الى عدم اختبار قوة الجيش الاسرائيلي، مشيراً الى تقارير تفيد بأن الحزب وتنظيمات اخرى يستعدون لتنفيذ هجمات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج. وقال: «حتى عندما تبدو المناطق الحدودية هادئة يواصل اعداؤنا العمل ضد اسرائيل وتحديها». وجاء تصريحات نتيانياهو وغانتس في وقت ادعى الاسرائيليون احباط محاولة لقتل اسرائيليين يعملان في مدرسة دينية يهودية في اذربيجان الاسبوع الماضي. الى ذلك كشف تقرير للجبهة الداخلية انه اعطيت التعليمات لانتاج 120 الف قناع واق من الغازات لتوزيعها على السكان تحسباً لاحتمال وقوع اي هجوم باسلحة كيماوية.