«المواعظ السنّية لأيام شهر رمضان البهية في إرشاد البرية» كتاب صدر عن دار الكتب العلمية من تأليف الشيخ عبدالرحمن بن احمد الكمالي يتضمن 30 موعظة تبدأ بالتهنئة والبشارة في دخول رمضان وتنتهي بفضل عيد الفطر، وبينهما يسرد المؤلف مواعظه بشكل سلس يسرق القارئ حين يبدأ في قراءة أول موعظة إلى أن يقرأ آخر موعظة من دون أن يدرك أنه قرأ كتاباً كاملاً، استعان فيه المؤلف بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والحجة البليغة في لغة تنساب بين السطور حتى تشكل نهراً من النثر اللغوي ندُرَ أن نجد مثله. في الموعظة الأولى في التهنئة والبشارة بدخول شهر رمضان المبارك، نراه يدلل على فضل شهر رمضان بالأبيات الشعرية التالية: «أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد فأدى حقوقه قولاً وفعلاً وزادك فاتخذه إلى المعاد فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادماً يوم الحصاد». الموعظة الثانية يفردها المؤلف لفضل شهر رمضان، ويلخصها في العبارة التالية: «إنه شهر انزل الله فيه كتابه هدى للناس، وبعث فيه رسوله رحمة للعالمين، إنه شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره تقوى من النار، إنه شهر من صامه إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صان نفسه فيه من الأوزار كتبت له فيه براءة من النار، إنه شهر فرض الله فيه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم صيامه، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم قيامه، وقال: «إن الله افترض صوم رمضان، وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً ويقيناً كان كفارة لما مضى». في الموعظة الرابعة يتحدث عن بعض أحكام شهر رمضان، ويذكر أن صيام شهر رمضان عزيمة لا هوادة فيها، ولا يجوز لأحد أن يتساهل في أدائها، قال تعالى: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ». ويسترسل أن من ادرك رمضان وكان صحيح الجسم مقيماً في وطنه، فعليه أن يصومه، ومن كان مريضاً ويتضرر بدنه بسبب الصوم، كأن يخشى منه زيادة مرضٍ، أو بطء برءٍ، أو ذهاب منفعة عضو، أو نقصه بقول طبيب مسلم حاذق، أو تجربة فهذا المريض رخص له الشارع أن يفطر وأوجب عليه القضاء بعد الشفاء، ويذكر أنه يجوز للمسافر الفطر إذا كان سفره مباحاً في غير معصية تُقصَر فيه الصلاة الرباعية. ويفرد المؤلف الموعظة السادسة لمستحبّات الصيام، فيذكر أنه يستحب للصائم الدعاء عند الإفطار، وأن يفطر الصائم على رطب، فإن لم يجده فعلى تمر، فإن لم يجده فعلى ماء، ويقال إن من الحكمة الإفطار على الحلو إنه مما يصحح النظر ويزيده قوة بعد أن يكون قد ضعف بالصوم. ويفرد الموعظة الثلاثين لعيد الفطر فيقول: «اعلموا أن يوم العيد يوم سعيد، يسعد فيه الناس أناساً ويشقى فيه عبيد، فطوبى لعبد قوبلت فيه أعماله، والويل لمن عمله عليه مردود».