أكد التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبيد البراك أن أسباب عدة، دفعته إلى التوجه مباشرة لإقامة معارض، بدلاً من الالتحاق بالعمل الكاريكاتوري الصحافي. وقال إن العمل الصحافي يفرض قيوداً على الفنان، من شأنها «تقييد حرية فنان الكاريكاتير وقمع أفكاره إضافة إلى أنها تحول الهواية إلى عمل واجب أداؤه، بعكس الحال في المعارض التي أَعْمِدُ من خلالها إلى عرض رسوماتي الكاريكاتورية من دون قيد أو شرط أو وقت محدد». وعن الضريبة التي يدفعها الفنان نظير شروعه افتتاح معرض، فضلاً عن الالتحاق بالكاريكاتير الصحافي، أكد البراك في حديث ل«الحياة»، أن رسام الكاريكاتير الذي يقدم نفسه للجمهور عن طريق المعرض، «يحتاج إلى وقت أطول من نظيره الصحافي حتى يظهر صيته للعيان، بعكس الآخر الذي يذيع صيته من أولى رسوماته الصحافية، فلا يزال المجتمع غير متقبل لفكرة المعارض، على رغم ما يكلف المعرض صاحبه من تكاليف مادية ومكانية وزمنية». وقال البراك، إن الكاريكاتير «رسالة وفكرة يتم صياغتها عبر شخصيات كاريكاتورية تكون أبلغ تأثيراً من الكثير من المقالات، إذ كانت المقالة تستقطب قراءً تتراوح فئتهم العمرية ما بعد ال25، إلا أن الكاريكاتير يجذب إليه جل الفئات العمرية، وتستوعب مغزاه مختلف الشرائح الاجتماعية، بل إن من شأنه التأثير على الرأي العام، وتغيير قرارات وأوضاع مسؤولين»، موضحاً أن عدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين، على رغم تميزهم، إلا أنهم يفشلون في رسم الكاريكاتير، «مع أن خطوطه سهلة، بسبب عدم امتلاكهم موهبته بالفطرة، وعدم إدراكهم حقيقة خطوطه، كما أن ظهور الصحافة متأخراً في دول الخليج، لعب دوراً في تواضع أعدادهم، ومع ذلك، تفوق كثير من الفنانين السعوديين على نظرائهم في دول أخرى في الرسوم الكاريكاتورية بفضل موهبتهم وقدراتهم». وفي ما يخص التغييرات التي طرأت على فن الكاريكاتير في الآونة الأخيرة، أوضح أن انحياز الكثير من فناني الكاريكاتير إلى التجريد والترميز أسهم «في فقدان الكاريكاتير رونقه واتزانه، كما أن تضمين بعضهم الواقع التشكيلي داخله أفقده هيبته بعكس الحال سابقاً، إذ كانت روح الكاريكاتير طاغية وتملك هوية واضحة»، مضيفاً: في السابق كانت الشخصيات الكاريكاتورية بالأسود والأبيض، وكانت الأفكار والقضايا محدودة، بعكس الآن، إذ إنها ملونة وتتميز باتساع نطاق الأفكار، وتتعدد الأطروحات». وحول الصعوبات والعراقيل التي تواجه فنان الكاريكاتير، قال إنها «تتجسد في الافتقار إلى صالات عرض مخصصة، وفي عدم اكتراث وزارة الثقافة والإعلام دعم الفنانين واكتشاف الموهوبين والتواصل معهم عبر مواقع إلكترونية وقنوات فضائية، من شأنها إبراز جهودهم، وأيضاً تجاهلها تشجيع استحداث جمعيات كاريكاتير، ودعم أعضائها بالتواصل معهم، ووضع أهداف واضحة لهم». من جانب آخر، أوضح المخرج المسرحي والسينمائي عبدالرحمن العتيبي أن تعطش الجمهور للمسرح، وتوافر موهوبين أياً كان في الإخراج أو التأليف أو التمثيل، يدفع هؤلاء إلى انتظار الفرصة لإثبات جدارتهم، ويشجع وجود الفنانين على الساحة. وقال إن عرض مسرحية «هاي قرطاس» قبل مدة، واعتمادها على كل من الإخراج التلفزيوني والمسرحي والسينمائي، «كان البذرة الأولى لانطلاق عملي كمخرج، في حين أن مسرحية «هاي دراما»، التي تم التدريب عليها في ما لا يزيد عن خمسة أيام قبل عرضها على مسرح مهرجان الخرج التراثي يعد المشاركة الثانية، إضافة إلى تكفلي إخراج فعاليات المهرجان تحت رعاية الغرفة التجارية كعضو تنفيذي»، مشيراً إلى أن تميز الكثير من الموهوبين في مختلف المجالات، «دفع الكثير من القنوات توقيع عقود معهم، كما أن استحسان بعض المؤسسات التعليمية لجهودنا، دفعها إلى عرض التعاون معها، وتأهيل طلابها على المستوى المسرحي». وانتقد العتيبي في حديث ل«الحياة»: «عدم اكتراث وزارة الثقافة والإعلام بتهيئة مسارح مستقلة معتمدة طوال السنة، من شأنها شغل وقت فراغ الشباب، واستغلال طاقة مواهبهم من جهة، وتفعيل السياحة من جهة أخرى، من دون انتظار تكرم أحد المؤسسات الحكومية بالسماح باستغلال مسرحها، أو تفعيل غيرها في أحد المهرجانات العامة، بعد سلسلة طويلة من الإجراءات». وطالب القائمين على الكليات والجامعات، «بالمساهمة في إثراء الحركة المسرحية، عن طريق إعطائها الضوء الأخضر للمخرجين بإقامة مسرحياتهم على مسرحها أوقات العطل». وطالب أيضاً وزارة الثقافة والإعلام دعم المخرجين عن طريق إلحاقهم بدورات احترافية محلية ودولية في الإخراج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، «دورات من شأنها تطوير أدائهم، وصقل موهبتهم، ومنحهم الفرصة في تبادل الخبرات مع نظرائهم». في حين تمثلت مطالبته لوزارة التعليم العالي في افتتاح أقسام أكاديمية تؤهل تخريج مخرجين متخصصين.