بعد الهجوم الذي طاول قبل ثلاثة أعوام دراما المحجبات، وتحديداً مسلسلي «قلب حبيبة» لسهير البابلي، و «حبيب الروح» لسهير رمزي، لإصرار كل واحدة منهن على التدخل في النصوص المكتوبة حذفاً وإضافة وتعديلاً، ها هي هذه الدراما تعود بقوة ومن دون صوت زاعق من خلال عدد من الأعمال التي وجدت فرصاً كبيرة للعرض خلال رمضان في عدد من الفضائيات العربية. يأتي في المقدمة مسلسل «هانم بنت باشا» لحنان ترك وعمرو يوسف وسوسن بدر ورجاء الجداوي وإخراج سعيد حامد، وتؤدي فيه ترك شخصية فتاة محجبة تبيع الشاي في حي زنقة الستات في الإسكندرية، وتضطرها الظروف إلى تحمل مسؤولية أخواتها ودفن مشاعرها خوفاً من أن يستغلها أحد. وتعود ترك بهذا العمل إلى التلفزيون بعد غياب ثلاثة أعوام، علماً بأنها قدمت بالحجاب من قبل مسلسل «أولاد الشوارع». أما صابرين التي عادت إلى التمثيل بالحجاب قبل عامين بعد فترة من الاعتزال من خلال مسلسل «كشكول لكل مواطن» و «الفنار» الذي أثيرت من خلاله ضجة كبيرة العام الماضي خصوصاً لجهة ارتدائها ضفيرتين تظهران من الحجاب، ستظهر في رمضان المقبل في مسلسلين تلعب بطولتيهما. الأول «العمدة هانم» أمام أحمد راتب وأحمد بدير وتأليف مجدي الجلاد وإخراج أحمد يحيى، وتؤدي فيه شخصية أول سيدة تشغل منصب «عمدة» في مصر، والثاني «الدنيا أونطة» أمام أحمد بدير وإنعام سالوسة وعلاء مرسي وإخراج سعيد الرشيدي، وتدور قصته حول البحث عن المال بأسهل الطرق والوسائل، وتأثير هذا الأمر على المجتمع. كما تظهر منى عبد الغني بالحجاب في مسلسل «متخافوش» أمام نور الشريف ونهال عنبر وإخراج يوسف شرف الدين، وتؤدي شخصية زوجة الشريف التي تعمل مذيعة في برامج الأطفال وتحقق من خلالها نجاحاً كبيراً. وكانت عبد الغني شاركت بالحجاب في عدد من الأعمال عقب فترة من الاعتزال، ومنها «ابن ماجة» أمام حسن يوسف و «عيش أيامك» أمام نور الشريف و «الإمام الشافعي» أمام إيمان البحر درويش. وتشارك مديحة حمدي في مسلسل «رمضان أبو صيام» أمام علا رامي وناصر سيف، وتؤدي فيه بالحجاب دور الجدة التي توجّه أحفادها وتعلمهم. كما تستعد حمدي لإنتاج مسلسل يتناول قصة حياة أسماء بنت أبي بكر. بينما تشارك ميار الببلاوى بالحجاب في بطولة مسلسلين. الأول «أيام السراب» من تأليف خالد البدري وإخراج السوري سائد الهواري، وتؤدي فيه شخصية مدرسة عاقر ما يؤثر على نفسيتها ويدفعها إلى الشر وتتحول إلى شخصية معقدة، والثاني سيتكوم «نعيم في نعيم» من إخراج حمدي النبوي، وتؤدي فيه شخصية فتاة متزوجة حديثاً وتعيش مع زوجها مشاكل كثيرة. وفي موازاة الفنانات المحجبات في الواقع، يجسد فريق آخر في مسلسلات رمضان شخصيات سيدات ترتدين الحجاب أو يضعن غطاء على رأسهن أقرب إلى الحجاب، ومنهن ليلى علوي التي تجسد في الجزء الأول من مسلسل «حكايات بنعيشها» الذي يحمل عنوان «هالة والمستخبي» شخصية سيدة تنجب ستة أطفال بعد عقم طويل. وينطبق الأمر ذاته على إلهام شاهين في مسلسل «علشان مليش غيرك»، إذ تؤدي شخصية سيدة يموت زوجها لتحل محله في تربية أطفالها وتواجه مشاكل كثيرة. أما أميرة فتحي فتؤدي شخصية فتاة محجبة تعيش مع والدها المصري الذي تزوج من فرنسية ويقيم معها في باريس في مسلسل «الهروب من الغرب» أمام توفيق عبد الحميد وفادية عبد الغني واللبنانية كارمن لبس. وحالت ظروف التسويق دون ظهور عملين آخرين، كان يفترض أن يكون الحجاب بطلهما، إذ كان مقرراً أن تجسد سهير البابلي بطولة مسلسل عنوانه «يا أنا يا هما» بعد غياب منذ تقديم مسلسل «قلب حبيبة»، فضلاً عن سهير رمزي التي كانت مرشحة لبطولة مسلسل «قوت القلوب» أمام لبنى عبد العزيز. كما تستعد عفاف شعيب لتصوير مسلسل «عائلة نجفة» أمام حسين فهمي وأحمد بدير ورانيا فريد شوقي وإخراج حمدي الإبراشي وتؤدي فيه شخصية سيدة بسيطة لها مشاكل يومية وقضايا اجتماعية شائكة. وبعيداً من التصريحات والاتهامات المتبادلة بين أطراف الاعمال الفنية قبل وأثناء تصوير دراما المحجبات، هل يمكن أن تثبت هذه الأعمال جدارتها وتميزها بمواضيعها ومضامينها والقضايا التي تتصدى لها وسط سباق دراما رمضان؟