واشنطن - ا ف ب - كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى أن الانخفاض الطفيف في درجات الحرارة في العام 2011 لا يعني نهاية الاحترار. اذ كان معدل حرارة الأرض في العام 2011 تاسع أعلى معدل منذ بدء تسجيل القياسات ذات الصلة في العام 1880، ووصل معدل الحرارة في العام 2011 إلى 14,38 درجة مئوية أي أكثر ب 0,51 درجة من معدل الحرارة السائد في منتصف القرن العشرين. وقد شهدت الارض منذ العام 2000 تسع سنوات من أكثر عشر سنوات حرارة علما أن السنة العاشرة قد سجلت في العام 1998. والمقارنة مع درجات الحرارة المسجلة في ما مضى، تبين بوضوح أن الحرارة اليوم أعلى بكثير من تلك المسجلة في عقود عدة سابقة. وقال جيمس هنسن، مدير معهد "غودارد" للدراسات الخاصة بالفضاء التابع للناسا والذي يقوم بقياس درجات الحرارة في العالم بانتظام بواسطة الأقمار الاصطناعية، انه "من المعلوم أن الأرض تمتص نسبة طاقة اكبر بكثير من تلك التي تصدرها". واوضح "من ثم لا تزال الأرض تشهد ميلا الى الاحترار على رغم التأثير البارد لظاهرة ال"نينيا" في المحيط الهادئ والنشاط الشمسي الخفيف خلال السنوات الأخيرة". ولكن الفرق بين العام 2011 والعام الأكثر حراراة بحسب المعطيات (العام 2010 والعام 2005 بالتساوي) ليس إلا 0,12 درجة. ويقول "جيمس هنسن" انه "ونظراً للتفاوت الكبير الذي يشهده عادة المناخ بشكل طبيعي، لا يتوقع العلماء ازدياداً ثابتاً كل سنة في درجات الحرارة بمعدل وسطي بل استمرار الاحترار خلال العقود المقبلة". وتبقى اليوم درجات الحرارة مرتفعة بسبب ازدياد نسبة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي لا سيما منها ثاني أكسيد الكربون، بحسب الناسا. وتمتص هذه الغازات الاشعاعات دون الحمراء التي تبعثها الأرض وتصدرها في الغلاف الجوي بدلا من الفضاء. ومع ازدياد نسبة هذه الغازات في الغلاف الجوي، تزداد نسبة الطاقة الممتصة فترتفع الحرارة. وكانت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 285 جزءً من المليون الحجم في العام 1880 وهي قد ارتفعت في العام 1960 إلى 315 جزءا في المليون ولا تزال تواصل ارتفاعها بوتيرة متسارعة. وتوقع جيمس هنسن أن "تسجل درجات الحرارة أرقاماً قياسية جديدة في غضون السنوات المقبلة (من سنتين إلى ثلاث سنوات) مع عودة التيار الحار في المحيط الهادئ "النينو" وازدياد النشاط الشمسي. ويختلف النشاط الشمسي، أي كثافة الإشعاعات، باختلاف الدورات التي تدوم عادة 11 سنة وتشهد فترات من النشاط الكثيف وأخرى هادئة. وشرح جيمس هنسن انه "لا تكون دوماً التوقعات الخاصة ب"النينو" صائبة غير أنه يمكننا القول بكل ثقة إننا سنشهد سنة قياسية من حيث درجات الحرارة في غضون السنوات الثلاث المقبلة". وأشار ختاما إلى أنه "ينبغي ألا تكون ظاهرة النينو جد قوية بحيث تتخطى درجات الحرارة تلك المسجلة في العام 2010 أي العام الأكثر حرارة".