يسيطر هاجس القلق والخوف على أهالي محافظة ذي قار، مركزها الناصرية، من اندلاع نزاعات عشائرية على خلفية تسريبات عن انتماء اعضاء الشبكة المسلحة التي كانت وراء تفجيرات البطحاء أخيراً الى عشائر المحافظة، ومطالب ذوي الضحايا بتحويل القضية الى حق قبلي (الثأر)، وبمحاكمة الجناة وإعدامهم في الناصرية وعدم نقل قضيتهم إلى بغداد. وقال مصدر امني رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح إلى»الحياة»، إن «تسريب معلومات عن محاضر التحقيق الخاصة بتفجيرات البطحاء الاخيرة، لا سيما الانتماءات العشائرية لأفراد الشبكة الارهابية المتورطة خلقت إرباكاً ونتوقع ان تتحول الى مشكلة امنية خلال الأيام المقبلة». وأضاف ان «المعلومات التي توافرت تشير الى مطالبة عدد من عشائر مدينة سوق الشيوخ عشائر المتورطين بالحق القبلي». وتابع: «أن ما يقلقنا هو التصرف غير المحسوب لبعض ذوي الضحايا وقد ينتج عنه اندلاع نزاع»، ودعا «العشائر إلى التمسك بأصالتها والأعراف المتبعة لنزع فتيل أي أزمة». ويتداول الاهالي في الناصرية معلومات منسوبة الى عناصر شرطة مطلعة على التحقيقات الخاصة بتفجيرات البطحاء تشير الى ان الشبكة المتورطة في الهجوم الانتحاري الذي سقط فيه اكثر من 120 ضحية بين قتيل وجريح، ينتمون الى عشائر الأزيرج وخفاجة وآل غزي والبدور، وكل هذه القبائل تقطن في الناصرية، ما يهدد السلم الأهلي في المحافظة. وقال كريم كامل الموسوي (45 سنة) وهو موظف في وزارة النفط اصيب في الهجوم: «إذا اثبتت الجهات المسؤولة في المحافظة تورط عدد من ابناء العشائر بالتفجير الانتحاري، فإن العشائر ستأخذ دورها في استرداد الحق»، وأضاف: «ليس هناك من يتنازل عن حقه عشائرياً، خصوصاً إذا عرفت أسماء المتورطين. سنتوجه إلى أخذ حقنا وفق السنن العرفية المعتاد عليها، إضافة الى الحق القانوني». وحمّل الموسوي «عشيرة كل فرد متورط في هذا الانفجار، المسؤوليةَ كاملةً، لأنها لو تعرضت للضرر فلن تترك حقها»، وزاد: «من المستحيل ان تتبرأ العشيرة من حقها في ظل هذا التورط الكبير الذي طاول حياة الناس». ولم يخف باسم عبد، صاحب متجر لبيع الملابس، مخاوفه من حصول نزاع عشائري داخل الناصرية، وأكد أن الأمر «سيكون اشبه بحرب اهلية يسقط فيها الكثير من الابرياء، ذنبهم الوحيد الانتماء إلى قبيلة هؤلاء المجرمين، علماً أن غالبية ضحايا الحادث ينتمون الى عشائر المتورطين نفسها أيضاً». ولم يستبعد رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الناصرية سجاد شرهان «خصومات عشائرية، لاسيما ان عشائر الضحايا يعدون ما حصل في البطحاء جريمة لا تغتفر». وأشار إلى أن «المجتمع في المحافظة قبلي عشائري ينظر دائماً الى التبعات العشائرية لأي عملية جنائية إرهابية مثل التي وقعت اخيراً. الشرطة كانت اعتقلت عدداً من المشتبه بهم ومعظم المتورطين من ابناء عشائر الناصرية». وقال عضومجلس المحافظة حمود عبد الحسن، ان «حق المواطن سيكون مضموناً اذا اخذ القضاء مجراه الطبيعي، لأن القاضي ينظر إلى الحق الشخصي والحق العام قبل ان يصدر حكمه». ودعا «العقلانيين الى ان يدعوا القضاء يأخذ مجراه، وان لا تكون المطالبة بالحقوق الشخصية بدلاً من الاجراءات القضائية». وأعلنت قبيلة خفاجة براءتها من أحد منفذي التفجيرات الاخيرة ويدعى حسين الشاطي.