كشف أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس، وللمرة الأولى، عن ثلاث دراسات جدوى اقتصادية تجريها أمانة جدة بالتعاون مع القطاعات ذات الصلة بالبيئة والتنمية المستدامة في الجلسة العلمية الخامسة لمنتدى البنية التحتية يوم أمس تحت شعار «البناء الأخضر ومشاريع البنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي»، ومنها إنشاء أول مصنع للطاقة الشمسية لتشجيع القطاع الخاص، والمشروع الثاني استخدام الطاقة البديلة لإنارة الشوارع والأنفاق، والمشروع الثالث استثمارات محطات التبريد المركزية. وقال: «إن أمانة محافظة جدة تسعى إلى وجود ما يسمى بالقرية الخضراء لتكون نموذجاً يحتذى به، ودراسة تخصيص رخص المباني الخضراء». وأشار أبو راس إلى أن الأمانة تعمل على إجراء درس وسائل المحفزات وتطبيق نظم العمارة المستدامة في جدة وأساليب تقويمها، وعمل نظام تقويم التميز في التصميم البيئي، والمحافظة على المياه والطاقة، إلى جانب توجه الأمانة الفعلي نحو نشر ثقافة المباني الخضراء. واستعرض أمين مدينة جدة توجه العالم إلى تحويل المدن إلى مدن خضراء، موضحاً أن المجلس الأميركي للمباني الخضراء الذي أخذ زمام المبادرة في مجالات ترشيد الطاقة، ومواصفات المباني الخضراء القياسية، تحت اسم ليد LEED، بدأ يشترط الحصول على شهادة من المجلس قبل بناء أية مبان متعددة الطوابق ضمن مواصفات تمس أكثر من 70 عنصراً ومادة بناء، وتبدأ من أنظمة التخلص من النفايات أو خفضها إلى عمر المبنى وجودة المواد، ونوع الزجاج العازل ومواد العزل، والتأكد من آكام مجاري الهواء والتوصيلات وتقديم منتجات إضاءة لا تبعث على رفع الحرارة مثل «السبوت لايت»، للحصول على جوٍ داخلي مريح وبأقل الكلفة للطاقة. ولفت إلى أن فكرة المدن أو المباني الخضراء تعتمد على محاولة الاستفادة من الطاقة البديلة والتي لا تبعث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبذلك فإنها تحاول التوفير في الطاقة بمحاولة التخفيف من الاستهلاك من طريق مواصفات قياسية لبعض مواد البناء مثل الأسطح العازلة لحرارة الشمس، أو برودة الجو بحسب موقع كل دولة، وأضاف: «يبدو أن التركيز في المباني الخضراء سيكون على الأسطح العلوية للمبنى والتي تتلقى حرارة الشمس، ولذلك فإن آخر ما توصلت إليه الدراسات هو تبني فكرة الأسطح الخضراء التي توفر 25 في المئة من طاقة التكيف، وهي أسطح عبارة عن حديقة عادية في السطح بعمق نحو 10سنتيمترات، وتزرع عليها نباتات معينة لا تطول وليس لها جذور تخترق السطح، وتتم عادةً سقيها من مياه المطر، وشبكة ري احتياطية في حال قلة المطر، وبذلك فإن الحديقة من الرمل والنباتات تعمل كعازلٍ حراري جيد في الصيف، وكذلك لحفظ الحرارة داخل المبنى في الشتاء، وهذه الحديقة لها فوائد كثيرة، فهي إضافة إلى العزل تساعد على امتصاص مياه المطر وبذلك تمنع التسربات، وتقوم بحماية المباني من الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر في سلامة السقف، وتقوم النباتات بامتصاص الثلوث أو حبسه». ودعا أبو راس إلى تبني مشروع المباني الخضراء في المدن السعودية التي تعتبر جزءاً من حزمة متنوعة ومتكاملة من الأدوات كي تقوم بتحويل هذه المدن إلى مدن عالمية خضراء حيث يشكل البعد البيئي في تطبيق مشاريع المباني الخضراء جوهراً لهذا التحول وذلك في إطار رؤية طموحة وإستراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: «إن تطبيق مشروع المباني الخضراء في جدة سيحقق وفرة مالية تبلغ نحو 10 بلايين ريال حتى العام 2030، وبذلك يمكن تطبيق مشروع المباني الخضراء من خفض الكربون بأكثر من خمسة ملايين طن، كما أنه ينطوي على فرص واعدة في مجال التقليل من استهلاك الكهرباء والمياه ويعمل على توفير الوظائف، وتقليل حالات المرض والوفاة الناجمة عن نوعية الهواء الداخلي والعمل أيضاً على تحسين سبل العيش لعددٍ كبير من السكان ورفع مستوى الإنتاجية، وبالتالي تحقيق فوائد اقتصادية مهمة على المديين المتوسط والبعيد. وطالب أمين جدة بضرورة تبني عدد من الأدوات والتدابير إلى جانب تطبيق مشاريع المباني الخضراء في المدن من بينها على سبيل المثال تبني تقنيات الطاقة المتجددة، والطاقة النووية من أجل الأغراض السلمية، والعمل على توظيفها في إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه والعمل على تحسين كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر الوقود التقليدية والاستخدام الكفء للطاقة وتبني تقنيات استخلاص وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، والنقل المستدام والإدارة المتكاملة للنفايات، وخصوصاً في ما يخص تدوير وإعادة استخدام النفايات ومخلفات البناء والهدم.