موسكو، تل ابيب – أ ب، رويترز - حذرت طهران من انها ستستخدم «كلّ وسائلها وإمكاناتها، للدفاع عن مصالحها القومية»، إذا شعرت بخطر، فيما أفادت معلومات بأن روسيا تعدّ قواتها لاحتمال «جرّها» الى حرب تشنها إسرائيل والولاياتالمتحدة على إيران. وقلل رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني من احتمال فرض حظر على صادرات بلاده من النفط، قائلاً: «نحن مستعدون للعقوبات النفطية، ولدينا سيناريوات لن نعلنها لئلا ننبه أعداءنا إليها». وأكد علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي للشؤون الدولية، أن «الطلب على شراء النفط الخام الإيراني أكثر من التوقعات»، فيما أعلن محسن قمصري، مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية، تجديد عقود مع شركات تكرير أجنبية. تزامن ذلك مع تشكيك تقرير أصدره «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (مقره لندن)، في نجاح فرض حظر نفطي على طهران، معتبراً أنه «سيجعل الإيرانيين يقفون بقوة وراء نظامهم»، كما لفت الى فشل تجارب سابقة مشابهة. واعتبر الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار خامنئي للشؤون العسكرية، أن «إيران التي تمتد سواحلها من الفاو الى بحر عُمان، هي البلد الأقوى في المنطقة، وتشكل ضمانة لأمن الطاقة في العالم، كما تعتبره جماعياً». وحذر من أن طهران «ستستخدم كلّ وسائلها وإمكاناتها، للدفاع عن مصالحها القومية، إذا شعرت بخطر». الى ذلك، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن العقوبات ليست فاعلة بما يكفي، لترغم إيران على وقف برنامجها النووي. وقال خلال جلسة للجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست: «العقوبات أضّرت بالإيرانيين، ولكن ليس في شكل يؤدي الى وقف برنامجهم النووي. إذا لم تُفرض عقوبات حقيقية وفاعلة على المصرف المركزي لإيران وقدرتها على تصدير نفط، لن يكون هناك أي تأثير جدي في برنامجها النووي». في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان تأجيل مناورات عسكرية مشتركة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، مقررة في نيسان (ابريل) المقبل، «كان ضرورياً، بسبب انعدام الاستقرار السياسي والإقليمي والتوتر في المنطقة». وأكد أن ذلك «مجرد تأجيل، والمناورات ستُنظم بحلول نهاية السنة». وأضاف أن «إيران لا تشكل تهديداً لإسرائيل وحدها. إنها المشكلة الأولى بالنسبة الى دول الخليج، وتريد أداء لعبة الدولة العظمى، من خلال فرض سياسة الطاقة في العالم». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان مناورات «التحدي الصارم 12»، الأضخم بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، والتي كان سيشارك فيها آلاف من الجنود، ستُنظم في النصف الثاني من السنة. وأكد الجيش الإسرائيلي ذلك. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ناطق باسم الوزارة أن «تأجيل المناورات الروتينية، أمر عادي»، فيما عزاه مصدر أمني إسرائيلي الى «مشاكل لوجستية» وليس التوتر مع إيران. ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر دفاعية إسرائيلية ان إرجاء المناورات هدفه «تجنب تصعيد مع إيران، خصوصاً بعد تقارير إعلامية أفادت بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تستعدان لشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية». ولم تستبعد وكالة أنباء «نوفوستي» «جرّ روسيا إلى حرب، اذا شنت إسرائيل والولاياتالمتحدة هجوماً على إيران»، مشيرة الى أن «القيادة العسكرية الروسية تخطط لتنفيذ مشروع تدريبي استراتيجي، يُعرف بمناورات القوقاز 2012، وهدفه تهيئة القوات الروسية لخوض حرب مشابهة». ونقلت عن الخبير العسكري أناتولي تسيغانوك،»ان القوات المشاركة ستتهيأ لاحتمال انجرار جمهوريات جنوب القوقاز السوفياتية السابقة، إلى حرب ضد إيران». وأوردت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» أن «ثمة قلقاً لدى القيادة العسكرية الروسية، من احتمال شنّ إسرائيل أو الولاياتالمتحدة هجوماً على إيران».