وصف نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي الوضع الصحي العام في السعودية ب«المطمئن»، مشيراً إلى أن رحلات العمرة تتدفق إلى الحرمين الشريفين من أنحاء العالم الإسلامي، «بل أن الكثير من المسلمين يتمنون أن يكون ختام أعمالهم في الأماكن المقدسة». واعتبر القرشي في حديث إلى «الحياة» إيقاف تونس رحلات مواطنيها إلى السعودية لأداء العمرة غير مؤثر أمام مئات الآلاف من المعتمرين الذين يتوافدون إلى السعودية من أنحاء المعمورة. وقال: «الوضع العام في السعودية جيد جداً، والحال الصحية مستقرة، وحالات أنفلونزا الخنازير المسجلة لدينا، لا تذكر مقارنة بدولة مثل الفلبين وصلت فيها الحالات إلى 1417، على رغم توافد السياح إليها بالملايين»، مؤكداً أن غالبية الحالات المرصودة في السعودية شفيت تماماً. وأوضح القرشي أن دولاً عدة حاولت إيقاف رحلات العمرة والحج، مثل مصر، إلا أن الإيمان القوي لدى المصريين، وقوة الرأي العام، أسهما في استمرار رحلات العمرة، مشيراً إلى أن الاستطلاع الذي أجرته قناة العربية في الشارع المصري، كشف رغبة الكثير من المصريين في أن تكون خواتيم أعمالهم في الأماكن المقدسة. وكانت تونس قررت وقف رحلات العمرة إلى مكةالمكرمة، لكنها لم تتخذ قراراً بعد في شأن موسم الحج نهاية نوفمبر المقبل. ووصف وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري تعليق رحلات العمرة ب«القرار الضروري»، نظراً لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن الأوضاع الصحية في العالم تستلزم التفكير في منع رحلات الحج في 2009. وأضاف: «سيتقرر ذلك على ضوء التطورات الصحية على المستويين الإقليمي والدولي»، داعياً إلى تعزيز التوعية من خلال خطاب ديني يستند إلى حجة وبينة. وفي هذه الأثناء شددت السلطات معايير اختيار المرشحين للحج وضاعفت الفحوصات الطبية مستبعدة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وتعليق رحلات العمرة من شأنه التسبب في خسائر لوكالات السفر خصوصاً المتخصصة منها في الرحلات إلى مكة، ومن المتوقع أن تصل الخسائر إلى150 مليون دينار (أكثر من 80 مليون يورو) بحسب تقديرات نشرها موقع «بيزنس نيوز» الإلكتروني. وحول الوضع الصحي العام في تونس أكد وزير الصحة منذر زينادي أنه تحت السيطرة مشيراً إلى أنه تم الإعلان عن ثلاث إصابات بأنفلونزا الخنازير، لطالبتين عادتا من الولاياتالمتحدة ومضيفة طيران لدى عودتها من رحلة إلى السعودية.