معذرة هوارد شولتز، أن قلت: إن حديثك لم يكن مقنعاً. قرأت حديثك المنشور في ملحق «الرياض» الاقتصادي يوم الجمعة 3 تموز (يوليو) 2009، ومحاولتك المستميتة لاسترجاع زبائنك العرب الذين فقدتهم شركتك في كل مكان. كنت أرى تلك المقاهي بعد انتشارها هنا في البلاد العربية ولا مكان لداخل فيها. لقد دخلوها ولم يبحثوا عن أصل ومنشأ مالكها أو من يملكها، دخلوها ولم يسألوا إن كان مالكها يهودياً أم نصرانياً أم مسلماً، ولكن أولئك الرواد لسلسلة مقاهي «ستاربكس» ذهبوا الآن ولم يعودوا يتراكضون إليها، بل إن الكثيرين منهم قرروا مقاطعتها لأنهم علموا يقيناً وليست شائعة، كما يقول «شولتز» مالك سلسلة تلك المقاهي، أن لأصحاب ستار بكس أيدي كريمة في مساعدة «أصدقائكم في جيش الدفاع الإسرائيلي»، وأظنك لا تستطيع إنكار أن ذلك لم يكتب في أحد فروعكم في مدينة باريس. صدمني ما كتب في ذلك المقهى، ولهذا أقول أنا كفرد محب للقهوة بجميع أنواعها وقد سمعته من غيري أيضاً: لن نعود لذلك المقهى كأفراد يرون الظلم والقتل من ذلك الجيش الذي تعطفون عليه وتمنحون مجتمعه الدولارات التي تُجبى من كل الفروع ليسهل عليه ما يقوم به من قتل ودمار للفلسطينيين أصحاب الأرض. تقول إنك يهودي وتفخر بأنك يهودي، وهذا من حقك، ولكن من حقنا، ومن حق أي فرد أن يبحث عن أي اتجاه ستأخذه نقوده، فالقرش الذي سيرحل من جيوبنا ليكون ثمناً لرصاصة تطلق على صدر طفل صغير لم يذهب إلى المدرسة بعد ولم يذق نكهة القهوة التي لن تُنسي أي ضمير حي منظر تلك الطفلة التي غُمر جسدها الطاهر تحت أنقاض بيتها وبقي وجهها البريء كشهادة لا تنمحي على الظلم والبربرية. يقول «شولتز» متحسراً في تلك المقابلة: ما الذي فعلناه؟ فقط فزت أنا وزوجتي بجائزة من منظمة إسرائيلية بسبب تبرع كنا قدمناه للخدمات الاجتماعية بصفتنا الشخصية! وقال «شولتز» إن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر حصلت على الجائزة نفسها ولم توجه لتلك المرأة أي اتهامات كما وجهت له! قرأنا في ذلك اللقاء أن «شولتز» حزين ومتألم من فقد معظم رواد سلسلة «ستار بكس» في البلاد العربية وهو ينوي أن يقوم بحملة دعائية في الأسابيع القادمة. ونحن نقول له: نعم ستكون حملتكم الدعائية التي تنوون القيام بها بعد أن بدأتم بها، الآن كما نرى، رائعة وكبيرة فقد سخرتم لها العديد من الوجوه الإعلامية المختارة، ولكن ثق أن ذلك الزمن الرابح جداً لسلسلتكم لن يعود حتى يعود الحق لأصحابه. شربنا الكثير من القهوة المحلاة بكل النكهات، ولكن ثق أن نكهة الحقيقة دائماً أجمل، وقهوتنا العربية أبداً لا تبرد. [email protected]