تونس - رويترز - وسط حضور زعماء ومسؤولين عرب بدأت تونس أمس احتفالات رسمية وشعبية لإحياء الذكرى الأولى للتحرر من حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي تنحى قبل عام تحت ضغط احتجاجات شعبية أطلقت شرارة الربيع العربي. وانتشرت الاحتفالات في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس التي أصبحت أول بلد عربي يطيح رئيسه قبل أن تنتقل الشرارة إلى مصر وليبيا واليمن وسورية. وأطاحت احتجاجات اجتماعية بدأت بحرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة شرطية عربة للخضار، الرئيس السابق الذي فر مع عائلته في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي إلى السعودية. ورفع آلاف المحتفلين أمس أعلام تونس ورددوا شعارات «تونس تونس حرة حرة» و «وداعاً للديكتاتورية مرحباً بالحرية». وامتلأ شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد في 14 كانون الثاني 2011 أوج الاحتجاجات التي انتهت بفرار بن علي. وقال سمير عمران وهو رجل كان يصطحب ابنتيه وزوجته ل «رويترز»: «نحن هنا لنحتفل بهذا اليوم التاريخي بكل فخر ... أنا سعيد لأن أبنائي سيكبرون في وطن حر أصبح نموذجاً في العالم». وبمناسبة الذكرى الأولى للثورة قرر رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إطلاق تسعة آلاف سجين وتخفيف عقوبة الإعدام لحوالى 120 سجيناً واستبدالها بالسجن المؤبد. وفي قصر المؤتمرات بالعاصمة أطلقت مراسم احتفال رسمية بحضور قادة ومسؤولين عرب من بينهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل. وبينما يشير مراقبون إلى أن تونس حققت تقدماً ملحوظاً في اتجاه منح الحريات وحقوق الإنسان فإنها لا تزال تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة بارتفاع أعداد العاطلين من العمل إلى نحو 850 ألفاً ارتفاعاً من 600 ألف قبل عام.