«أن تعرف أكثر»، العبارة التي تبني عليها قناة «العربية» تسويق منتجها الإعلامي على الجماهير حول العالم، لم تعد بالنسبة إلى القائمين على القناة مقتصرة على المشاهدين، بل امتدت إلى الموظفين في شكل يبدو فيه حرص القناة على القيمة المعرفية التي تقدمها لأولئك الذي يطلون عبر شاشتها، ومنهم الشباب السعودي الذي رغم أن ظهور بعضهم التلفزيوني هو الأول من خلال «العربية»، غير انه نجح وفي وقت قصير في تنمية قدراته الإعلامية، لتثبت القناة أن الفرصة متى ذهبت لمستحقيها أصبح النجاح مسألة وقت لا أكثر. سقف الحرية وعلى رغم حضور الشباب السعودي في الوسائل الإعلامية إلا أن حضورهم عبر «العربية» يأتي مغايراً، إذ تظهر في شكل واضح الثقة العالية التي يمتلكها هؤلاء، وهو ما يؤكده مراسل برنامج «في المرمى» عبدالله الدرويش إذ يرى أن السعوديين وجدوا سقفاً مرتفعاً للحرية من خلال قناة «العربية»، تعززت معه ثقتهم بأنفسهم، ما دفعهم لتقديم كل إمكاناتهم. ويقول: «ثقل القناة في العالم العربي يدفعك دائماً للظهور بأفضل شكل ممكن وهو ما لن تستطيع تحقيقه ما لم تملك أدوات المذيع الناجح». ويضيف: «قدمت لي «العربية» خلال عام مجموعة دورات ساهمت في ظهوري بالشكل المطلوب. فمن خلال دورة «الصحافي الشامل» التي تقدمها القناة لمنسوبيها، أستطيع اليوم تولي مهمات عدة. فإضافة إلى دوري كمراسل، بإمكاني إخراج اللقاء وتوليفه من دون الاستعانة بالفنيين متى دعت الضرورة لذلك. وعموماً فإن ما قدمته لي «العربية» من خبرة خلال عام لم أجده طوال ستة أعوام من العمل الإعلامي». مقدم النشرة الإخبارية الرياضية خالد الدغيثر يوافق زميله الدرويش الرأي، إذ يعتبر أن النجاح في «العربية» لا يحتاج أكثر من الحرص. «الفشل هنا مسألة شخصية، فبيئة العمل توفر لنا كل ظروف التميز، ومن يملك الموهبة والرغبة في التطور لن يجد منبراً إعلامياً أفضل، ثم إن الدقة المتناهية في جودة المنتج التلفزيوني المقدم اليوم عبر «العربية» لم تعد خافية على أحد». حافز للتطور «فرصة التطور الواضحة والأدوات المقدمة تحفز الإعلامي دائماً على تجديد نفسه وتزيد من قدرته على البروز»، وفق معد التقارير السياسية في القناة، عدنان السوداي الذي يرى أن «سهولة التواصل مع جميع المسؤولين في «العربية» وغياب البيروقراطية سهلا على الموظف فرصة اكتشاف مهارات جديدة وبالتالي الظهور في شكل أفضل». ويضيف: «تقدم لنا القناة دورات تدريبية على مدار العام وتبحث دائماً عن دعمنا، فالقائمون على «العربية» أكدوا لنا غير مرة أنهم على استعداد لتحمل أعباء أي دورة تدريبية يحتاجها الموظفون سواء كانت الدورة من تنظيم «العربية» أو حتى تلك التي تنظمها معاهد متخصصة». لكن النقطة الأبرز في رأي السوداي تكمن في سهولة توافر الفرص، إذ يشرح: «بعيداً من جنسية الموظف أو خبرته، فكل من يملك الموهبة سيجد الفرصة الكافية للبروز والحصول على المساحة الإعلامية المناسبة، وهو ما يحفز العامل على الظهور في شكل مميز والتطور باستمرار». ويؤكد رئيس تحرير نشرة الرابعة في القناة، مساعد الثبيتي، أن نسبة السعوديين من معدّين ومذيعين داخل القناة جيّدة، «من يعمل داخل «العربية» ينتبه الى قوة حضور الإعلامي السعودي سواء أمام الكاميرا أو خلفها في الإعداد، وهو حضور مميز، سواء على صعيد قيمة العمل أو حتى قبول المتابعين، ويصل عدد المذيعين اليوم إلى 8، يحظون جميعاً بنسبة قبول عالية، يأتي بينهم داود الشريان وتركي الدخيل وبتال القوس وسارة الدندراوي».