تزامنت عودة المبعوث الدولي جمال بن عمر إلى صنعاء أمس لمتابعة تنفيذ اتفاق التسوية السياسية بين أطراف الأزمة، مع تجدد المواجهات الدموية بين جماعة «الحوثيين» ومسلحين سلفيين مناوئين لهم في منطقة مستباه بمحافظة حجة المجاورة لمحافظة صعدة (شمال غربي اليمن) أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وأكد بن عمر في تصريح إلى وكالة أنباء «سبأ» الحكومية أن زيارته الحالية تندرج في إطار متابعة تنفيذ مختلف الأطراف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، في ضوء قرار مجلس الأمن الرقم 2014 في شأن نقل السلطة، إضافة إلى تقويم الوضع الراهن. وقال «هناك اجتماع لمجلس الأمن في 25 الشهر وسأقدم خلاله تقريراً يتناول ما تم تطبيقه من قرار المجلس والمبادرة الخليجية». وأشار بن عمر إلى أنه أوضح لمجلس الأمن بأن هناك تقدماً في العملية السياسية وأن ما تم تحقيقه يشكل خطوة مهمة إلى الأمام، لكنه أضاف أنه لا يزال هناك عراقيل وتحديات كبيرة لا بد من مواجهتها، وأن ذلك لا يمكن أن يتم سوى في إطار حوار ونقاش واسع تشارك فيه جميع الفاعليات السياسية. وتابع أنه سيجري خلال الزيارة «لقاءات مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ومختلف الأحزاب والمنظمات والحركات الشبابية للتعرف عن كثب إلى الوضع والعراقيل القائمة وكيف يمكن تجاوزها». وخرج أمس آلاف المحتجين في صنعاء وعدد من المدن في مسيرات احتجاج على مشروع القانون الذي قدمته حكومة الوفاق الوطني إلى البرلمان ويمنح الرئيس علي عبدالله صالح ومن عمل معه في مختلف مفاصل الدولة خلال فترة حكمه حصانة من الملاحقة القضائية، على رغم أنه لم يقر بعد بسبب خلافات بين الكتل البرلمانية التي يفترض أن تعاود مناقشته اليوم. وتجدد القتال بين «الحوثيين» ومسلحين سلفيين في محافظة حجة، وقالت ل «الحياة» مصادر قبلية في المنطقة إن المواجهات بدأت مساء الثلثاء وكانت لا تزال مستمرة مساء أمس بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون، من دون تدخل السلطات المحلية. وأكدت المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين غالبيتهم من «الحوثيين»، إضافة إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير عدد من المنازل في منطقة المواجهات. وأشارت المصادر إلى أن المنطقة القريبة من ميناء ميدي في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة كانت شهدت مواجهات بين «الحوثيين» وقبائل المنطقة وبعضها موال لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، غير أنها انتهت بهدنة ساهم في إقرارها مشايخ القبائل ووجهاء المنطقة. وكان القتال بين «الحوثيين» والسلفيين في منطقة دماج في صعدة توقف بعد توصل الطرفين إلى هدنة الأسبوع الماضي، لكن مصادر قبلية قالت إن قتالاً ضارياً اندلع أول من أمس بين الحوثيين ومسلحين من قبيلة وائلة المناوئة لهم في شمال غربي صعدة، وأسفرت عن سقوط جرحى وقتلى من الطرفين. إلى ذلك، قالت ل «الحياة» مصادر محلية في محافظة أبين (جنوب) إن وحدات تابعة للجيش اليمني قتلت فجر أمس ثلاثة من عناصر تنظيم «القاعدة» بينهم قائد ميداني مصري الجنسية يدعى شريف فياض، وجرحت أربعة آخرين على الأقل في هجوم مباغت شنته على مواقع للمتشددين في الضواحي الشرقية لمدينة زنجبار عاصمة المحافظة التي تخضع لسيطرة المسلحين منذ أواخر أيار (مايو) الماضي. كذلك قتل ثلاثة عسكريين يمنيين في انفجار قذيفة هاون كانوا يحضرونها قرب زنجبار، وقال مصدر عسكري إن «الانفجار وقع أثناء تعبئة العقيد رياض سالم قذيفة هاون لأحد المدافع، ما أدى إلى انفجارها ومصرع ثلاثة بينهم العقيد واثنان من زملائه». وفي المنامة، أجرى رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة محادثات مع نظيره البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تناولت العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى مناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الأمير خليفة عن ترحيب البحرين بما تم التوافق عليه بين مختلف القوى اليمنية من خلال المبادرة الخليجية باعتبارها الحل الأمثل للوضع في اليمن، مشيداً بالجهود المبذولة لتفعيل المبادرة وإنجاحها للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.