أرجأ مجلس النواب اليمني أمس، وللمرة الثالثة، إقرار مشروع قانون الحصانة للرئيس علي عبد الله صالح ومعاونيه إلى السبت المقبل، بسبب تغيب وزير العدل القاضي مرشد العرشاني عن حضور جلسة مناقشة المشروع الذي قدمته حكومة الوفاق الوطني وفقاً لما تضمنه اتفاق التسوية السياسية بين أطراف الأزمة في اليمن، ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وفي حين ارجع رئيس المجلس يحيى الراعي غياب وزير العدل إلى «ظروف خاصة»، قال النائب عبده بشر رئيس «كتلة النواب الأحرار» المنشقة عن كتلة حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، انه سمع وزير العدل يقول بأنه لن يحضر الجلسة لأنه ليس طرفاً وليس موقعاً على المبادرة الخليجية التي نصت على منح صالح هذه الحصانة. يذكر أن «كتلة النواب الأحرار» التي تضم 69 نائباً ترفض تزكية نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي مرشحاً وحيداً للانتخابات الرئاسية المبكرة، باعتبار ذلك مخالفة دستورية، حيث ينص الدستور على وجود مرشحيْن أو أكثر. واتهم النائب بشر نواباً في المعارضة بتزوير تواقيع لنواب في «كتلة الأحرار» على رسالة تقدم فيها 33 نائباً بطلب حصر الترشيح بهادي، وقال في جلسة أمس إن كتلته سترفع دعوى قضائية ضد من اتهمهم بالتزوير. إلى ذلك، أمهلت اللجنة العسكرية والأمنية كافة الأطراف العسكرية والأمنية والقبلية 48 ساعة لإخلاء جميع الأحياء والشوارع والطرقات في العاصمة صنعاء من كل المظاهر المسلحة والمسلحين والمتاريس والخنادق ونقاط التفتيش والمراقبة، وإخلاء العمارات والمباني والمنازل من المسلحين والقناصة. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة التي يرئسها نائب الرئيس ليل الثلثاء - الأربعاء في صنعاء بحضور ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الذين استدعتهم اللجنة لمناقشة خطة إخلاء أمانة العاصمة من كافة المظاهر المسلحة. وأكد الناطق الرسمي باسم اللجنة اللواء الركن علي سعيد عبيد انه جرى تحديد فترة 48 ساعة تبدأ صباح اليوم لتنفيذ هذه التعليمات، وأن اللجنة ستقوم بجولات ميدانية لمتابعة مدى تقيد الأطراف بدعوتها، مهيباً بالجميع الالتزام. وكان هادي التقى أمس السفير الأميركي جيرالد فايرستاين وبحث معه في المستجدات، خصوصاً على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والخطوات التي تحققت في هذا الشأن وفي مقدمها مهمات اللجنة العسكرية والأمنية. على صعيد آخر، قتل جندي يمني وأصيب سبعة آخرون بجروح أمس في هجوم شنه مسلحون مجهولون يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» على حافلة تابعة لجهاز الاستخبارات في بلدة خور مكسر وسط مدينة عدن. وقال مصدر أمني إن المسلحين اعترضوا الحافلة التي كانت تقل عدداً من أفراد جهاز الأمن السياسي وأطلقوا عليها النار بالقرب من كلية التربية في خور مكسر ما أدى إلى جرح ثمانية أشخاص توفي أحدهم لاحقاً، مشيراً إلى أن اثنين من الجرحى بحال خطرة.