باريس - أ ف ب - من شأن هرمون قطع الشهية الموجود في الأمعاء والمعروف ب «غلوكاغون لايك بيبتيد 1» أو «جي إل بي 1»، أن يساعد البدناء في التخفيف من أوزانهم، كما يساهم في خفض نسبة الكوليسترول وضغط الدم. وبدأ الأطباء أخيراً استخدام هذا الهرمون الذي تفرزه الأمعاء لمعالجة المرضى الذين يعانون النوع الثاني من مرض السكري، عندما يتعذّر على جزئية الإنسولين التحكّم في نسبة السكر في الدم. فلاحظوا أن الهرمون يخفف أيضاً من شهية المرضى، فتساءلوا عن مدى فاعليته في مكافحة البدانة. من هنا انطلق باحثون من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك تحت إدارة تينا فيلسبول، في مراجعة المعطيات الطبية هذه، وحلّلوا نتائج 24 تجربة سريرية شملت ستة آلاف مريض تناول هرمون «جي إل بي 1». وتبين أن المرضى الذين حصلوا على الحد الأدنى من العلاج، سواء كانوا يعانون مرض السكري أو لا، انخفضت أوزانهم خلال 20 أسبوعاً على الأقل أكثر من المجموعة التي لم تخضع للعلاج، كما جاء في مجلة «بريتيش ميديكل جورنال». كما شهد هؤلاء تحسناً في ضغط الدم والسيطرة على الكوليسترول والسكر في الدم التي يقوم خلالها الجسم بالتكيف مع آثار الكربوهيدرات على نسبة السكر. وتقدم هذه الاستنتاجات «دليلاً مقنعاً» على منافع الهرمون في خفض الوزن عند البدناء، بحسب الباحثين الذين أشاروا إلى «إمكان التوصل إلى منافع إضافية تتصل بضغط الدم ونسبة الكوليسترول الإجمالية». ولئن أدى هذا العلاج إلى أعراض عند بعض المرضى، منها التقيؤ والغثيان والإسهال، فإن ذلك لم يؤثر في عدد المشاركين الذين انسحبوا من التجارب، ما يدفع إلى الظن أن هرمون «جي إل بي 1» مقبول بطريقة جيدة عموماً. ودعا فريق تينا فيلسبول إلى مزيد من التجارب لدرس فاعلية هذا الهرمون عند البدناء غير المصابين بالسكري. وفي تعليق ورد في مجلة «بريتيش ميديكل جورنال» اعتبر راي بادوال من جامعة ألبرتا الكندية أنه ينبغي ألا يعدِّل هرمون «جي إل بي 1» الممارسات الطبية الحالية، على رغم منافعه في خفض الوزن. ولفت إلى أن تداعيات هذا الهرمون على المدى الطويل لا تزال مجهولة.