أكد رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة أمس في حديث الى «الحياة» أنه تم الاتفاق مع الحكومة السعودية على أشياء كثيرة، موضحاً أنه وجد كل الدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتسوية الأزمة في اليمن. وقال باسندوة إنه «وجد من المملكة الموافقة على الدعم بدور رائد وكبير في تنمية اليمن، وهذا ليس بمستغرب على المملكة التي كانت تقف دوماً بجانبنا»، وأضاف: «تحديد رقم الدعم متروك للقيادة في السعودية ولم يتحدد شيء، لكن لمسنا أن هناك نوايا وإرادة جادة في مساعدة اليمن، وستترجم في الفترة المقبلة». وأكد أن دعم المشتقات النفطية الذي قدم في الفترة الأخيرة ليس هو كل الدعم المقرر، وبقية الشحنات ستصل في القريب العاجل، معرباً عن ارتياحه للاجتماع الذي عُقد مع خادم الحرمين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال: «نحن مرتبطون بزيارة إلى الكويت، وسنقوم بزيارة ولي العهد الكويتي في إطار جولة خليجية، للبحث في سبل الخروج من هذه الأزمة». وأكد باسندوة أن الخطوات المنصوص عليها في المبادرة تم تنفيذها، والبقية سيتم تنفيذها في المواعيد المحددة، مؤكداً أن الخطوة المهمة ستكون في 21 شباط (فبراير) المقبل، وهو الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية المبكرة، وأن اليمن يستعد في الأسابيع المقبلة لبدء دوران عجلة التنمية. وعن الانتخابات شدد باسندوة ل «الحياة» على أنها مسؤولية اللجنة العليا للانتخابات التي بدأت بالفعل الإعداد لها، فيما رأى أن حكومة الوفاق الوطني قامت بالكثير حتى الآن «وحاولت أن تعالج المشكلات العاجلة مثل الكهرباء والنفط في أسرع وقت ممكن، واليوم تستطيع أن ترى الفارق، فصنعاء أصبحت تعج بالحياة والأسواق عامرة، والحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بوتيرة سريعة». وأضاف باسندوة على هامش مؤتمر صحافي أقامه أمس أن «الوقت لا يزال مبكراً لنستكمل بقية الخطوات التي علينا قطعها للوصول إلى بر الأمان»، متسائلاً: «كيف تتحدث بعض الأطراف عن عدم وجود جهات تتعامل معها في اليمن وهناك حكومة وفاق وطني تمثل الطرفين الأساسيين، وهذه الحكومة تعمل كفريق واحد وآلية العمل معها واضحة، ومع نائب رئيس الجمهورية، واليمن في الطريق الصحيح، لكن لا تنتظروا ألا تواجهنا عوائق، ولا بد من الصبر لتخطيها». وعن تدخلات الرئيس علي عبدالله صالح في عمل نائبه عبد ربه منصور هادي، أكد باسندوة أن السؤال من المفترض أن يوجّه إلى نائب الرئيس لأنه هو الذي يواجه هذه التدخلات، مضيفاً: «لكن في تقديري لا بد أن نعرف أننا سنواجه مصاعب يجب نواجهها بالحكمة والعقل، ولا بد أن نعطى الفرصة، ولا بد أن يحترم الجميع التزاماته في المبادرة، ولا بد من التنفيذ في الوقت المحدد، ومشروع قانون الحصانة سيُعرض على مجلس النواب اليوم أو غداً، وهو عند المجلس، وسنرى بعده ما يمكن». وتابع: «قال الأمير نايف أمس إنه يحب العمالة اليمنية، ويعمل معه يمنيون، ويرتاح إلى العمالة اليمنية، ووعدونا بأنهم سيفتحون سوق العمالة أمام اليمنيين، وحتى الذين يتسللون إلى المملكة بطريقة غير مشروعة وعدونا بأنهم يتعاملون معهم بشكل طيب تقديراً لظروفهم، فليسوا كلهم يتسللون للترهيب أو الإرهاب». وأضاف: «نحن نواجه مشكلات، فلا بد أن نوطّن أنفسنا على الصبر، فليس من المعقول أن يتم تحول ديموقراطي من دون مشكلات، ولا بد أن نتحلى بالصبر والحكمة، وهذا الوطن هو وطن الجميع، ولن تكون هناك عودة إلى الخلف وكل خطواتنا إلى الإمام، وسترون بعد فترة نتائج أعمالنا، ولكم الحق في المحاسبة بعد فترة، ويجب أن يعمل الجميع لارتفاع اليمن، ويجب أن نقضي على الفساد لأنه سبب كل بلاء يعاني منه اليمن». من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي ل «الحياة» أنه من الطبيعي أن تكون أول زيارة لرئيس الوزراء إلى المملكة، وذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين، والدور الذي أسهمت به المملكة مع دول «التعاون» لتقديم المبادرة الخليجية، ورعايتها التوقيع عليها في الرياض. ورأى القربي أن هذه الزيارة كانت إيجابية إلى أقصى حد، مضيفاً: «رأينا خيراً في تفهم خادم الحرمين وولي العهد لما طرحه رئيس الوزراء، ولما تواجهه حكومة الوفاق الوطني من تحديات، وبالأخص الوضع الاقتصادي، فبعد 10 أشهر من التظاهرات اتسعت رقعة الفقر، وهناك الكثير من المشاريع لم تنفّذ، إضافة إلى العجز في موازنة الدولة، ونهيب بالمانحين مساعدة حكومة الوفاق للدفع بإنجازاتها».