أكد الدكتور عبدالله القفاري أن الصحافة العلمية أصبحت عنصراً فاعلاً في نشر الثقافة العلمية، وفي بناء مجتمع المعرفة. لافتاً إلى أن الصحافة العلمية أيضاً هي المحرك الأول في القضايا المحلية، وأنها تتميز بكونها الوسيلة الاتصالية الأكثر تأثيراً في الجمهور، ما يجعلها تتفوق، في رأيه على غيرها من وسائل الإعلام. جاء ذلك في كتابه: «الإعلام العلمي في الصحافة السعودية» الصادر أخيراً عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. والكتاب عبارة عن بحث مستل من دراسة طويلة، تتكون من ثلاثة أقسام: الأول يتضمن دراسة تحليلية لمضمون وتوجهات الإعلام العلمي في الصحافة السعودية، والثاني يدرس ميدانياً القائم بالاتصال في صحف دراسته، والثالث يبحث استراتيجية دعم الإعلام العلمي في الصحافة السعودية. وقد عني المؤلف في دراسته الوضع الراهن للصحافة العلمية السعودية، بتحليل مضمون المادة الصحفية التي تتناول القضايا العلمية، بهدف الوصول إلى تصور واضح عن كيفية معالجة الصحافة السعودية لقضايا العلم، استعداداً لبناء استراتيجية وطنية لدعم الإعلام العلمي من منظور المفهوم الشامل للتنمية العلمية في السعودية. ويرى القفاري أن أهمية الدراسة ونتائجها كبيرة، بخاصة وأن المملكة إزاء مشروع كبير يتم فيه توظيف المعرفة العلمية في سياق التنمية العلمية والإعلام العلمي والصحافة العلمية. وعرض الباحث في فصل مستقل لمنهجية الدراسة التحليلية والميدانية ولنتائجها، مخصصاً الفصل الأخير لعرض استراتيجية لدعم الإعلام العلمي في الصحافة السعودية تأخذ في اعتبارها عناصر بناء الاستراتيجيات من حيث الإطار النظري، وتدرس الوضع الراهن والسياسات وآليات التنفيذ وأدوار الجهات ذات العلاقة، والمشروعات والبرامج اللازمة. وقال القفاري: «إن أقصى ما أرجوه من هذا الإصدار هو الإسهام في دعم نشاط يتجاوز في مضمونه فكرة المعرفة العلمية، إلى مستوى دعم مشروع صحافة علمية مواكب ومستجيب لشروط التنمية الوطنية، وكذلك دعم مفاهيم الإعلام العلمي التنموي بأبعاده التي تطال الفرد والمجتمع، وتؤسس لعقل جمعي يسهم فيه العلم بشروط أكثر إيجابية في تحديد المواقف والسلوكيات وطبيعة التعاطي مع قضايا العلم». لافتاً إلى أنه يتطلع «إلى أن يكون هذا الإصدار إضافة للمكتبة العربية في حقل شديد الأهمية من حقول الإعلام الصحافي المتخصص». وفي بحثه الذي أثراه بما يزيد على 75 مرجعاً عربياً وأجنبياً وأخرى غير منشورة حرص القفاري على أن يقسم مادته المدروسة إلى محاور عدة، فتحدث في مطلعه عن الثقافة العلمية متناولاً العلاقة بين مجتمع المعرفة والثقافة العلمية، مبيناً أن الثقافة العلمية إنما تستهدف عقلاً اجتماعياً قادراً على هضم مبادئ العلوم وأفكارها الأساسية ومنتجاتها. وتطرق إلى تعريف مفهوم الثقافة العلمية وظهوره في الغرب في ثلاثينات القرن الماضي، وكذلك إلى المصادر التي تعتمد عليها الثقافة العلمية كمصادر، لينهي هذا الفصل بالحديث عن أهمية الثقافة العلمية للتنمية الاجتماعية الحضارية. أما الفصل الثاني، فقد تناول فيه الباحث مفهوم الإعلام العلمي بوصفه أحد فروع الإعلام المتخصص معدداً أهدافه وقدراته على معالجات السلبيات الناتجة من القصور العلمي وعلاقته بالتنمية. لينتقل في الفصل الثالث إلى نقطة أشد تركيزاً وهي: الصحافة العلمية بوصفها المحرك الأول في وضع القضايا المحلية. واصفاً إياها بأنها تتميز بأنها الوسيلة الاتصالية الأكثر تأثيراً في الجمهور، ما يجعلها تتفوق على غيرها من وسائل الإعلام، منتهياً إلى تصنيف الصفحات العلمية في الصحافة السعودية اليومية، ومستنتجاً أنه ما بين عامي 1351-1388ه لم تكن الصحافة السعودية تحتوي صفحات علمية شاملة أو مواداً علمية لها صفة الإعلام العلمي. لكن بتطور الصحافة السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية يرى القفاري أن الصحافة أصدرت صفحات متخصصة في المجال الطبي والغذاء وتقنية المعلومات وغيرها، إضافة إلى متابعة المؤتمرات والندوات العلمية، مشيراً إلى أن بعض الصحف السعودية تخصص حالياً صفحات أسبوعية ثابتة تتناول القضايا العلمية المتخصصة.