مع رواج سوق المنجمين والمنجمات عبر الفضائيات في الأيام الماضية وتوقعاتهم لأحداث السنة الميلادية الجديدة، فقد راق لي اقتباس الفكرة من زاوية نظيفة بعيدة بالطبع عن شياطينهم والعياذ بالله، لذا أتوقع والعلم عند الله أن الاتحاد دخل فعلياً في سنوات الغيبوبة عن البطولات، أي الغيبوبة التي تشبه غيبوبة النصر والأهلي في العقدين الأخيرين، وهكذا هو الفلك: دوار! ولا أحدثكم هنا عن عصر موغل في الجفاف حتى لا أكون مبالغاً، إنما عصر كسابق العهد وبمعنى بطولة كل ثلاث أو أربع سنوات وفي الغالب من نوع خروج المغلوب! سيأتي رئيس ويذهب رئيس وتدخل إدارة وتطير إدارة وستصب الصحافة جام غضبها على المدربين، وستتهم المنتديات الإدارات بالتسيب وسوء اختيار الأجانب وسيكتب أحدهم: «إلى متى الصبر على هذا الحال المائل؟»، وستخرج البيانات بكثافة مطالبة لجنة الحكام باختيار الحكم المناسب، وسيشيد أحد النقاد بجماهير الاتحاد المثالية التي يرى أنها تضرب أروع الأمثلة في الوفاء، وسيعود «العميد» إلى سالفة نقطة من الرائد وفوز بشق الأنفس على الأنصار وتعادل مفرح مع الهلال وهزيمة نكراء من النصر، وستسري الشائعات بأنهم تآمروا على إبعاد الاتحاد من منصات التتويج، وسيقسم من يقسم على توبته من تشجيع النادي وسيحلف من يحلف من أن هناك سحراً أسود يحاك ضد الفريق وسيكون مقبولاً جداً عندما يؤكد أحدهم أن «البذخ المالي» الذي كان عليه الاتحاد أيام الداعم والمؤثر هو سبب النقمة التي تحل على «العميد»! أتفق مع من يقول إن الاتحاد يضم كنزاً من المواهب في الفرق السنية، ولا سيما فريق الشباب وهو ما لم يحدث منذ سنوات عدة، فلماذا هذه اللغة المتشائمة؟ لأن البناء في الاتحاد أصعب من البقية، وتعدد الآراء في هذا النادي الديموقراطي يربك أكثر مما يفيد، والصبر على العناصر الجديدة التي ستحل تدريجياً في الفريق هو ضرب من ضروب المستحيل في نادٍ يعج بفوضى الأوصياء الذين ينثرون الضجيج عند خسارة واحدة فقط، فما بالكم بالصبر سنتين أو ثلاث على فريق شاب، فها هو المهندس منير رفة يهاجم الإدارة يوم أمس على مدرب لم يفتح حقائب سفره بعد، ونراه متحسراً على عدم الإبقاء على الغراب! ويا لها من فتاوى قادمة تنتظرك أيها الاتحاد! [email protected]