نحن العرب نطلق على أنفسنا الكثير من الصفات الحميدة، فنقول إن العربي شهم، أبي، عزيز النفس، وما إلى ذلك... فهل ينطبق هذا التعريف على بشار الأسد الذي لا يزال متشبثاً بالسلطة، على رغم أن الملايين تشتمه ليل نهار؟ حقاً إن الشعوب عندما تسكت على الظلم والقمع، وتصبر على الفقر وعلى الحرمان من أبسط أنواع الحريات، مثل حرية التفكير والتعبير والتظاهر السلمي وغيرها، فإن السلطات الحاكمة تتفرعن وتعتقد خاطئة بأن قدر هذا الشعب أن يتحمل كل أنواع المذلة والإهانات، والأنكى من ذلك فإن هذه الأنظمة المستبدة تطالب شعوبها بأن تصفق لها وتعبر عن فرحتها بهؤلاء الحكام، وهذا يذكرنا برقصة الديك المذبوح، فهو يرقص ليس فرحاً، بل خوفاً من الموت الذي قدر له. يعرف السوريون بأن الممارسة القمعية للسلطة هي وحدها من خلق حال الخوف والرعب في المجتمع السوري، إذ تحولت سورية إلى سجن كبير تمارس فيه أجهزة القمع كل أشكال التعسف والإهانة لكرامة الناس بتهم بائسة مختلفة، مثل نشر الوهن في الأمة! فعن أي أمة يتحدثون؟! أمة الفساد أم أمة الفقر والحرمان؟! القاعدة السائدة هي كل سوري متهم حتى تثبت براءته. والكل يجب أن يعترف عندما يدخل إلى السجن ويقع بين أيدي الجلادين المجرمين، وتستمر سياسة الظلم والقمع وتكميم الأفواه وإخضاع الناس عن طريق الترغيب والترهيب بأفضلية هذا النظام، وأنه الوحيد القادر على حكم سورية. ألم يشاهد الحكام في سورية ماذا حدث في بعض الدول العربية (تونس ومصر وليبيا وغيرها)؟ وكيف أن أعتى الأنظمة القمعية والاستبدادية الفاسدة سقطت على أيدي الشباب الثائر؟ وكيف انسحب الأعضاء واحداً تلو الآخر من الأحزاب الحاكمة؟ وكيف اختفت عناصر الأجهزة الأمنية من الساحة؟ وكيف وقف الجيش إلى جانب الشعب، إلى متى يمكن للظلم أن يستمر؟ هل دامت أي امبراطورية في التاريخ مهما عظم جبروتها؟ حان وقت الحساب، ودقت ساعة الصفر. حان وقت كسر حاجز الخوف والخروج إلى الساحات والشوارع للتعبير السلمي عن المطالبة بحقوق الشعب، فلن تنال الحرية من دون تضحيات. نريد تغييراً ديموقراطياً وطنياً جذرياً وشاملاً لكل مرافق الحياة في سورية، في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع المدني، لكي تنتقل سورية إلى مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة، ولكي يشعر المواطن السوري بأن سورية بلده، وأنه ليس ضيفاً عليها، وأنها ليست ملكاً لأحد، بل هي لجميع السوريين، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. [email protected]