كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الوفد المصري إلى القمة الإفريقية التي اختتمت أعمالها في مدينة سرت أول من أمس (الجمعة)، قدم «اقتراحاً توفيقياً» للتغلب على مصاعب جابهتها القمة وكادت تفشلها بسبب خلافات بين المعسكر المنادي بسرعة تحقيق الوحدة الإفريقية من خلال التنازل عن سلطات سيادية للدول الأعضاء مثل العلاقات الخارجية والدفاع من جهة، والمعسكر الرافض لذلك الطرح والمتشبث بطبيعة الاتحاد الافريقي كمنظمة غير حكومية من جهة ثانية. وقال أبو الغيط في بيان أمس إنه طلب من القمة الاكتفاء في المرحلة الحالية بتنسيق السياسة الخارجية وسياسة الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء بدلاً من انقسام القارة إلى مجموعتين تتحركان بسرعتين متباينتين، بحسب ما تردد في أروقة القمة. وأشار إلى أن الاقتراح المصري كان محل تقدير رئاسة الاجتماع (ليبيا) والمشاركين في القمة. وكان رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ترأس وفد مصر إلى القمة وجدد في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس مبارك موقف مصر المؤيد لانتقال مفوضية الاتحاد الافريقي إلى السلطة القارية في إطار زمني محدد وفي شكل متوازن يعزز العمل الافريقي ويحقق الفاعلية في ما يتعلق بدور السلطة وصلاحياتها. وأقرت قمة سرت الصلاحيات التي ستمنح لسلطة الاتحاد الافريقي الجديدة في مجالات مثل البيئة وحرية تنقل الأشخاص والسلع والبنية التحتية القارية ومكافحة الأمراض الوبائية والتعليم ومراكز البحوث الجامعية، إضافة إلى مجالات شبه سيادية كتنسيق السياسة الخارجية للقارة وسياسة الدفاع المشترك عن القارة، وذلك تنفيذاً لقرار قمة أديس أبابا في كانون الثاني (يناير) عام 2009 بتحويل المفوضية إلى سلطة إفريقية. ويحتاج إنشاء السلطة على أرض الواقع إلى تعديل القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي وقيام ثلثي الدول الأعضاء بالتوقيع والتصديق على بروتوكول التعديلات. وأوضح أبو الغيط أن التوازن الافريقي «الحكيم» بين اعتبارات تحقيق السلام في دارفور من جانب ومساءلة المسؤولين عن انتهاكات حدثت في دارفور من جانب آخر هو الذي حدا بالقادة الأفارقة إلى رفض التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية نظراً لعدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية بتفعيل المادة 16 من معاهدة روما المنشئة للمحكمة لتعليق أمر ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير. وأضاف وزير الخارجية المصري أن تفاقم الأوضاع أخيراً في الصومال نال حقه من الاهتمام بقوة، إذ دعت القمة مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى سرعة نشر قمة أممية لحفظ السلام في الصومال ودعم الحكومة الصومالية، إضافة إلى اتخاذ تدابير فورية لفرض حظر الطيران والحصار على الموانئ لمنع دخول الأسلحة والمقاتلين الأجانب للأراضي الصومالية. وقال أبو الغيط إن مصر أيدت قرار القمة إنهاء تعليق مشاركة موريتانيا في نشاطات الاتحاد الافريقي بعد التوصل إلى حل للأزمة الموريتانية باتفاق الأطراف كافة على إجراء الانتخابات لاستعادة الشرعية الدستورية في البلاد. وأشار إلى محادثات أجراها على هامش القمة بوزراء خارجية كل من إثيوبيا والصومال والسنغال وبوروندي وأوغندا لمتابعة القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد أن مصر خرجت بنتائج من قمة سرت على رأسها تجديد التأييد لترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لمنصب المدير العام لليونسكو وطالبت القمة الدول الإفريقية بالتزام القرارات الإفريقية المؤيدة للمرشحين الأفارقة للمناصب الدولية، وهو ما يعزز فرص وزير الثقافة في الفوز بذلك المنصب الدولي المرموق. كما فاز وزير الإعلام المصري السابق محمد فايق بعضوية اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب لفترة ست سنوات بما يكفل الوجود المصري الفاعل في هذا الجهاز الافريقي المهم.