أطلق طلاب سعوديون يدرسون على حسابهم الخاص في الولاياتالمتحدة الأميركية، حملة إلكترونية، جددوا من خلالها مطالباتهم بضمهم إلى برنامج «خادم الحرمين الشريف للابتعاث الخارجي». وتضمنت منتديات الحوار ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل «فيسبوك» و»تويتر» و»يوتيوب»، مطالب الطلاب بالانضمام إلى البعثات، من بينها صفحة في «فيسبوك»، أطلقوا عليها مسمى «ضمونا قبل أن يُقتل فينا الأمل». وشهدت الحملة «تعاطفاً واضحاً» من قِبل عدد من الطلاب المبتعثين، وكتاب صحافيين، ومهتمين في الشأن التعليمي، فيما ذكر طلاب تحدثوا إلى «الحياة»، أنهم تفاجؤوا بعدم ضمهم إلى البرنامج، فيما تم ضم طلاب آخرين، «على رغم انطباق الشروط على الجميع»، متهمين بعض المسؤولين في الملحقية الثقافية في واشنطن بممارسة «المحسوبية والمجاملة» لبعض الطلاب على حساب الآخرين. وقالوا: «إما أن يتم ضمّنا جميعاً، أو ننتظر قراراً وزارياً بذلك، كما كان يحدث في السنوات الماضية». وراجت بين الطلاب شائعات أخيراً، ساهمت في تفعيل هذه المطالبات بصورة كبيرة، حول نية وزارة التعليم العالي ضم الطلاب السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في مختلف دول الابتعاث، إلى برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، وذلك بعد صدور موازنة عام 2012. والتي خُصص الجزء الأكبر منها للتعليم. فيما نفى أحد مسؤولي الوزارة في حديث ل «الحياة»، صحة ذلك، معتبراً أنها «إشاعة لا تستند إلى أي دليل، بل هي اجتهاد من أحد الصحافيين، الذي نشرها على موقع صحيفته الإلكتروني». وتناول الطلاب، أبرز معاناتهم ومشكلاتهم التي يعانون منها جراء استمرار دراستهم على حسابهم الخاص، موضحين أن «الأمل لا يزال يحدونا، فمعظمنا قَدِم إلى بعض دول الابتعاث مثل الولاياتالمتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، على أمل الضم لاحقاً. كما كان يحدث في سنوات سابقة». وقال الطالب محمد الشطي: «إن رغبتي في إكمال دراستي الجامعية، دفعتني إلى بيع سيارتي وبعض الممتلكات الخاصة، بهدف القدوم إلى الولاياتالمتحدة الأميركية»، مبيناً أنه تم «رفض حصولي على تأشيرة الدراسة من القنصلية الأميركية في الظهران، وكذلك من السفارة في الرياض ثلاث مرات. إلا أنني قدمت مرة أخرى، وحصلت على التأشيرة». ولا يعد محمد الوحيد الذي لا يزال يأمل في الانضمام إلى برنامج الابتعاث الخارجي، «بل إن عدداً كبيراً من الطلاب في مختلف دول الابتعاث يشاركونني هذا الحلم، خصوصاً أن المستوى المعيشي يحتاج إلى مصدر دخل قوي. ونحن لا نقوى على ذلك، وفي الوقت ذاته لا نرغب في قطع الدراسة والعودة إلى الوطن خاليين الوفاض». فيما دعا زميله سعيد آل علي، (وهو واحد من مطلقي الحملة)، الطلاب الآملين في الانضمام إلى البعثة، إلى «التكاتف والاتحاد»، موضحاً أنهم لجؤوا إلى هذه الحملة الإلكترونية «للتآزر يداً بيد، حتى نستطيع أن نصل إلى هدفنا». وقال: «نأمل في التواصل مع الجهات الإعلامية المختلفة، خصوصاً أننا اليوم نعيش في عالم الإعلام، وكل أملنا أن يصل صوتنا إلى قائد نهضتنا ورائد ثورتنا العلمية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي عودنا على دعم الطلاب والتعليم». وتضمنت حملة الطلاب أدعية وأذكاراً «لقضاء الحاجات»، وصلوات معينة «لاستجابة الدعاء». وقالت إحدى الطالبات في ملتقى «مُبتعث» الخاص بالطلاب المبتعثين: «من المحزن أن ترسل الرسائل للمسؤولين الذين وضعوا في المُلحقيات لخدمة أبناء هذا الوطن، ولا يأتيك جواب منهم، فتعيش في حيرة، يداهمك إحساس بالخجل، لأن والدك يحرم إخوتك الصغار من شراء حاجاتهم، كي يرسل لك المال، لتغطي مصاريف دراستك ومعيشتك في الخارج». وتضيف هذه الطالبة «زملاؤنا الذين رافقوان في رحلة الطائرة من أرض الوطن إلى هنا فرحون بمكافآتهم التي نزلت في حساباتهم، بعد أن تحوّلها الملحقية الثقافية آخر كل الشهر، أما أنت فتشعر بالأسى، لأنه حان موعد تسليم رسوم المعهد وإيجار السكن، وغيرها من المصاريف التي لا تعلم كيف ستتدبرها، وإن دبّرتها، فكيف ستجدها نهاية الشهر المقبل»، مضيفة «من المحزن أن تمرض في بلد غريب، بعيداً عن حضن وطنك، ولا تجد في جيبك قيمة حبة مُسكن». «التعليم العالي» تنفي قرار الضم الجماعي للدارسين على حسابهم