مع الإعلان الأول عن عودة الممثل توم كروز كبطل لجزء رابع من السلسلة الشهيرة «المهمة المستحيلة» حملت عنوان «بروتكول الشبح»، بدا واضحاً أن المشروع المنتظر يرتكز على كسب العائد المادي أكثر من أي شيء آخر، إذ وقع منتجو الفيلم عقداً تسويقياً مع أحد مصنعي السيارات بحيث تحضر مركبات هذا المصنع بشكل حصري في مشاهد الفيلم، كما صور الجزء الأكبر من الفيلم في مدينة دبي الإماراتية وسط أنباء عن حرص منتجي الفيلم على تسويق البرج الأعلى في العالم "برج خليفة" الذي شيد العام الماضي كجزء بارز من معالم العالم. هذه الأخبار وغيرها أسهمت في تبني كثير من النقاد رأياً مسبقاً يقلل من قدرة الفيلم على تقديم محتوى سينمائي ثري، لكن "بروتوكل الشبح" وكحال غيره من الأعمال وجد أبواب دور العرض مشرعة أمامه نظير القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها الفيلم وبطله ومخرجه براد بيرد، وعلى رغم الحملات الإعلامية الرافضة للفيلم والتي تصاعدت حدتها قبل انطلاق الفيلم بأيام إلا أن "بروتوكول الشبح"، تمكن من إقناع الجماهير سريعاً بجودة محتواه، فبعد أن حل ثالثاً في ترتيب شباك التذاكر الأميركي خلال ال15 يوماً الأولى لعرضه، عاد مع أسبوعه الثالث ليحتل الصدارة متفوقاً على الجزء الثاني من سلسلة "شارلوك هولمز"، إذ تخطت عوائده حاجز ال150 مليون دولار في أميركا وحدها، وهو ما أعلن حتى اليوم لكن الفيلم نجح في تحقيق عوائد مرتفعة حول العالم أيضاً، خصوصاً أن عروضه انطلقت بفواصل زمنية قصيرة في أكثر العواصم الشهيرة في أوروبا والعالم العربي. الرضا لم يقف عند حدود الجماهير، إذ اقتنع نقاد بارزون في أميركا بقيمة الفيلم بعد مشاهدته، وعلى رغم الانتقادات اللاذعة التي تلقاها توم كروز في الجزء الثاني والثالث من السلسلة إلا أنه اليوم يبدو سعيداً بردود فعل النقاد وتعليقاتهم على الفيلم إذ بدا واضحاً أن أغلبهم رفع القبعة احتراماً لما قدمه العمل. فالناقد لصحيفة "سينما 365" السينمائية المتخصصة كارلوس دي فيلفا كتب في قراءته للفيلم: "عادة ما نحمل علب "الفشار" إلى دور العرض بنية تناولها خلال متابعة فيلم معين، لكن بعض الأفلام تتمكن من الاستحواذ على المشاهدة درجة أنه يكتشف مع نهاية الفيلم بأن علبة الفشار لا تزال كما هي، "بروتوكل الشبح" أحد هذه الأفلام فالفيلم يتملكك منذ اللحظة الأولى درجة انه ينسيك أي شيء آخر"، لكن دي فيلفا ورغم إعجابه بالفيلم لم يمنحه أكثر من 6 علامات ونصف من أصل عشرة هي العلامة الكاملة. بينما منح ناقد مجلة "7 إم" السينمائية كيفن كات الفيلم 4 علامات ونصف من أصل خمسة، مبدياً إعجابه الشديد بالفيلم إذ كتب: "في عرف الأفلام ذات الأجزاء يكون الجزء الأول هو الأقوى، ومن هناك يستغل أجزاءه المقبلة في حصد الأرباح فقط بغض النظر عن المحتوى، حدث ذلك مع "حرب النجوم" و"شيرك" و"سوبر مان" و"إلينز"، لكن "المهمة المستحيلة" يذهب باتجاه مختلف تماماً، الجزء الأول قبل 15 عاماً كان جيداً، لكنه لا يقارن بجزئه الرابع الذي يجبرك على المطالبة بالمزيد من أفلام السلسلة، هذا الفيلم أعاد توم كروز للواجهة من جديد، والشكر كل الشكر يذهب أولاً للمخرج صاحب جائزتي الأوسكار براد بيرد". فيما حصل فيلم "بروتوكول الشبح" على 7.8 من أصل عشرة من خلال تصويت أكثر من 40 ألف متابع في موقع "آي إم دي بي" السينمائي، وهي العلامة الأعلى التي تحصل عليها أي من أجزاء السلسلة.