طرابلس - أ ف ب - أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي ألغى الأربعاء قانوناً يجرّم تأسيس الأحزاب السياسية، فرضه في 1972 العقيد الراحل معمر القذافي. وأفادت الوكالة بأن «المجلس الوطني الانتقالي اعلن «إلغاء قانون تجريم الحزبية الذي فرضه نظام القذافي الاستبدادي لقتل الحياة السياسية في ليبيا وفرض فكره بالقوة على الليبيين». وقد تأسست أحزاب عدة في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي نهاية آب (أغسطس) الماضي. وكان القذافي خلال حكمه الذي استمر أربعة عقود يدعو إلى «الديموقراطية المباشرة» عبر «المؤتمرات الشعبية في القاعدة» التي كان يزعم أنها تشكل هيئة الحكم العليا في البلاد. وكان القذافي يقول إنه لا يتبوأ أي منصب رسمي على قمة الدولة بل إنه «قائد» يدلي بتوصياته، لكن نظامه في الواقع كان يقوم على نموذج استبدادي تعسفي يمنع تأسيس الأحزاب السياسية ولا يتسامح مع منظمات المجتمع المدني المستقلة. على صعيد آخر، عيّن المجلس الوطني الانتقالي وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية العقيد الركن المتقاعد يوسف المنقوش رئيساً لأركان الجيش الوطني بعدما رُقّي إلى رتبة لواء وأعيد إلى الجيش. وجاء تعيين المنقوش مخالفاً للتوقعات التي ذهبت نحو اختيار اللواء خليفة بلقاسم حفتر قائد القوات البرية في أركان الجيش الليبي، أو رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة العقيد سالم جحا اللذين كانا من أبرز المرشحين لتولي المنصب. وكان المنقوش تقاعد من الجيش الليبي قبل نحو عشر سنوات، إلا أنه ومع اندلاع الثورة ضد نظام القذافي انخرط في القتال في شرق ليبيا وكان أحد القادة الميدانيين البارزين في تلك الجبهة. يذكر أن كتائب القذافي ألقت القبض على المنقوش في نيسان (أبريل) الماضي في مدينة البريقة خلال المعارك، وبقي في السجن إلى أن أفرج عنه مع آلاف المعتقلين من سجن بوسليم في آب الماضي بعد سقوط طرابلس في قبضة الثوار. المرزوقي في غضون ذلك، اعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مساء الثلثاء في ليبيا، أن مواطني الدول العربية التي أطاح الربيع العربي بانظمتها «أدركت أن الإسلام يمكنه أن يقدم حلولاً لمشاكل العصر، ولذلك جاء الاسلاميون إلى السلطة». وقال المرزوقي، في حلقة نقاش ضمت إلى جانبه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل وعدداً من الفعاليات السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية الليبية في مدينة بنغازي (شرق)، إن «هذا السبب هو ما جعل الإسلاميين في مصر وتونس والمغرب يفوزون بالانتخابات». وأضاف المرزوقي، المعارض اليساري العريق والناشط من أجل حقوق الانسان الذي عاش فترة طويلة منفياً في فرنسا، أن برامج الأحزاب الإسلامية التي فازت في الانتخابات في كل من المغرب وتونس ومصر «لم تستنكر ما تحصلت عليه شعوب الربيع العربي من مكتسبات وحريات، وخاصة في ما يتعلق بحرية المرأة ودورها الفاعل في المجتمع». وشدد على أنه «يجب تقبل حكم الأحزاب الاسلامية وعدم التفكير في منعها والتصدي لها كما حدث في الجزائر» في تسعينيات القرن الماضي، ما أغرق البلاد في دوامة من العنف، مضيفاً «لو أن الجزائريين تركوا المجال للإسلاميين في الوصول إلى السلطة لما سالت تلك الدماء الغزيرة ولما أزهقت تلك الأرواح». واعتبر المرزوقي أن ملف البغدادي المحمودي آخر رئيس للوزراء في نظام العقيد الراحل معمر القذافي هو «أخطر الملفات التي وجدها على طاولة الرئاسة»، مشيراً إلى أن سلفه فؤاد المبزع ورئيس وزرائه الباجي قائد السبسي، آثرا تمرير هذا الملف الشائك إليه. وحول رؤيته لمستقبل اتحاد دول المغرب العربي في ظل التطورات الجديدة التي لحقت بالمنطقة، أكد المرزوقي «أن الاتحاد المغاربي ماكينة معطلة ويجب أن تفعَّل». وأضاف أنه سيبحث في أثناء زياراته المقبلة إلى كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا، في آلية تفعيل هذه «الماكينة». وقال «إنني واثق بأنني سوف أجد لدى القادة المغاربة تفهماً وحرصاً مماثلاً على تفعيل هذا العمل». وشدد الرئيس التونسي على ان مشكلة «الصحراء الغربية» التي مثلت العائق الأكبر أمام انطلاق الاتحاد المغاربي يجب تجاوزها ووضعها جانباً في المرحلة المقبلة.