أثار سقوط حقيبة فتاة مراهقة في جلسة عائلية، فضول الجالسات اللائي تطايرت تساؤلاتهن بمجرد «وقوع الحادثة»، ما الذي تحويه تلك الحقيبة، التي وضعت صاحبتها لمياء الراشد، في مصاف «النجوم» خلال الجلسة، إذ سرعان ما أخذت كبيرة العائلة تفتش وتقلب في محتوياتها وكأنها تبحث عن «كنزٍ مفقود». وتقول لمياء: «ما أثار فضول الجميع هو عدد أقلام كحل العيون التي سقطت من حقيبتي»، لافتة إلى أنها لا تستغني عن هذه الأقلام، وتبحث عن أرخص الأنواع في محال البيع بالجملة، حتى تجمع لديها 32 قلماً، هي التي تناثرت لسوء حظها أمام أعين رقيبة. وعلى نسق سابقتها، أدلت عبير أبو الحسن على لسانها: «يستغرب البعض من حقيبتي، فأنا أميل إلى اقتناء الغريبة منها، التي تتخذ شكل الحذاء البراق»، وأضافت: «حينما أكون في الخارج،أجد نظرات البعض تتجه نحو حقيبتي، في بداية الأمر كنت أشعر بالحرج، لكنني في ما بعد تأقلمت على هذه النظرات». واستعرضت عبير محتويات حقيبتها «اللغز»، وقالت: «تضم حقيبتي شنطة مخصصة للماكياج، ودفتر خواطر، ومجموعة أقلام مختلفة في أشكالها»، مفيدة أن «خواطري تختلف ألوانها بحسب مزاجي، فحينما يكون عكراً فإني أدونها باللون الأحمر». فيما تحوي حقيبة نورة الفهيد، على «ماسكار، ومرطب شفاه، وكحل عيون»، وهي أشياء تعتبرها «أساسيات» لا تستغني عنها، ومضافة إليها علبة مُلونة. وتصف الفهيد حقيبتها ب «الصيدلية الخاصة»، إذ تحمل بداخلها لاصق الجروح و«مايكروم». ولا تخلو حقيبة الطالبة الجامعية مريم العلي من كريمات الوقاية من الشمس، بسبب «خوفي على بشرتي من فقدان النضارة، ما يثير الذعر في نفسي». وتعتقد أن استمرارها في استعمال الكريم الواقي، سيحميها من الشيخوخة مستقبلاً. فيما تضم حقيبة زميلتها خديجة الفهد، «عطوراً وعوداً»، لافتة إلى أنها لا تستغني عن «ملمع الشفاه وأحمر الخدين»، وتشبه حقيبتها ب «شنطة السفر»، مضيفة: «لا أستطيع الخروج من المنزل من دون جميع مستلزماتي الخاصة، التي تشمل الهاتف الخليوي، والكومبيوتر الشخصي، والآيباد، وشنطة خاصة بالمكياج، تتضمن المرآة ودفتر مذكرات أسجل فيه الأشياء المهمة التي تعتلق بذاكرتي، لأعاود الرجوع إليها في وقت لاحق». فيما نفت نوف الضامن مقدرتها على الخروج «من دون الكاميرا»، وذكرت «أن حياتها الخاصة مدونة من خلال الصور الفوتوغرافية التي تلتقطها في أي مكان كانت وتشارك بها أصدقاءها في فيسبوك وتويتر». واعتادت ناريمان الباحسين، على حمل الحقيبة منذ طفولتها، وتقول: «لا غنى لي عن هذا الرفيق، فهي تحمل جزءاً من أسراري الخاصة»، مردفة: «لدي مذكرة سنوية، أحملها معي أينما حللت، أدون فيها أوقات ميلاد صديقاتي، لأفاجئهن بالتهنئة، كما أسطر فيها مذكراتي والمواقف التي تحدث معي، ومن أكثر الملاحظات التي تجذبني هي أسماء المحال الطريفة، إذ جمعت حتى الآن نحو 60 أسماً مضحكاً، مثل سوبر ماركت اقشط واربح، كما تحوي حقيبتي دفتراً أجمع فيه الطوابع البريدية». من جهتها، أوضحت الاختصاصية الاجتماعية نورة العلي أن نوع وشكل الحقيبة التي تتملكها الفتيات تحدد في شكل كبير شخصية من تحملها. وقالت ل «الحياة: «تختلف حقائب الفتيات المراهقات، تبعاً لاختلاف شخصياتهن»، معددة أنواعاً كثيرة لتلك الشخصيات، وأشارت إلى أن «الفتاة المحافظة» تبدو أقل تكلفاً في الشكل الخارجي للحقيبة، فيما تتضمن حقيبتها الأشياء المهمة بالنسبة لها، ولا تعد أشياؤها لافتة للنظر بالنسبة للآخرين، فيما هناك نوع من الفتيات ينتقين حقائب «الفانتازيا»، إذ يدقق هذا النوع في اختيار الحقائب اللافتة لأنظار الناس، وغالباً ما تكون حاجاتهن مختارة بعناية فائقة، أما حقائب النوع الثالث فتبدو «ناعمة الشكل»، لكنها تحوي مقتنيات كثيرة، وغالباً ما يحتفظن بما هن لسن بحاجة إليه. وتشبه العلي، النوع الأخير من حقائب المراهقات ب «حقائب السفر»، ناعتة إياها ب «المهملة والمبعثرة، شكلاً ومضموناً، ومتعددة الأغراض». وأكدت أن تلك «الحقائب» تُعبر عن حياة صاحباتها الخاصة بما تشمله من أسرار، «لذا يرفض بعض الفتيات اطلاع الأهل على محتويات حقائبهن، لأنها تُعد بالنسبة لهن مملكة خاصة»، واصفة البحث في حقائب الفتيات المراهقات ب «رحلة استكشافية في محيط مجهول، يثير الفضول نحو التوجه له، فكل غرض تضمه يضع احتمالاً لتساؤلات تساوي غرابة الأشياء المحمولة داخلها».