غير مألوفة “شمس” التقت “علي” وهو يستخرج من حقيبته السوداء مبلغا ماليا، فكان السؤال حول ضرورة حمل الحقيبة، فأجاب قائلا: “أحملها لحفظ أغراضي الشخصية كالموبايل والمحفظة والمفاتيح والنظارات والنقود وغيرها، ونظرا إلى أن جيوب البنطال لم تعد تتحمل بطاقاتي الكثيرة وأغراضي الشخصية فضلت اقتناء هذه الحقيبة بعد أن لاحظت في الأسواق شبابا يحملونها، وهي حقيقة أكثر أمانا من الجيوب”. ويضيف: “هناك نظرات على هذه الحقيبة من قبل من التقيهم، وهذا برأيي أمر طبيعي كون الناس دائما ما تتجه أنظارهم إلى ما هو غير مألوف”. ويجد محمد عسيري العذر لمن يحملون هذه الحقيبة، بقوله: “قد يستخدمونها لأن جيوب الثوب أو البنطال باتت ممتلئة، فضلا عن أن كثيرا من الشباب توجهوا إلى “موضة تضييق الثياب” وفي حالة وضعوا مقتنياتهم الخاصة في الجيوب فلا يظهر شكل الثوب الخارجي مرتبا أو أنيقا، والحال ينطبق على البناطيل، وهذا ما يجعل الشباب يستخدمون الحقائب والشنط ويضعون مقتنياتهم الخاصة ويحملونها في اليد أو الكتف”، مشيرا إلى أنه قد يستخدمها مستقبلا. موقف محرج فيما يبرر ذيب غلاب شراءه لهذه الحقيبة بهدف مواكبة الموضة، قائلا: “رأيت الكثيرين يستخدمون هذه الحقيبة ويقولون إنها موضة، فأردت تقليدهم واشتريتها، وشخصيا استخدمها حيث أضع فيها المحفظة والجوال الثاني والمفاتيح، بينما أضع في جيوب ثوبي المسبحة والجوال الذي أستخدمه كثيرا”. ويضيف: “هناك من انتقدوني بحجة أنها تشبّه بالنساء، على حد وصفهم، ولكن لا تهمني آراء هؤلاء، ولا أبالي بما يقولونه فأنا لا أنظر للخلف بل للأمام، وأهتم بمواكبة “التطور وعالم الموضة”، مشيرا إلى أن هناك شبابا سبق أن انتقدوه ولكن بعد فترة وجدهم يحملون هذه الشنطة، وحينها علق عليهم ساخرا: “إنكم تقلدوني”. وعن المواقف التي تعرض لها بسبب الحقيبة، قال: “قبل أيام وضعت الحقيبة على الكتف فاعترض طريقي “متدين” معتقدا أنني أتشبه بالنساء، فقال لي: “ألا تخجل وأنت تحمل هذه الحقيبة جزاك الله خيرا”، فرددت عليه قائلا: “إنني أواكب الموضة”، ولكنني بعد هذا الموقف لم أعد أستخدم الحقيبة كثيرا ولا أستخدمها إلا إذا كانت جيوب الثوب أو البنطال ممتلئة بأغراضي الشخصية”. يتشبهون بالنساء وتجد هذه الموضة الظاهرة من ينتقدها على نحو ما يقوله محمد صدقة: “للأسف لم يبق إلا أن يرتدي هؤلاء الشباب فساتين وعباءات نسائية بعد ارتدائهم البناطيل الخالعة، والآن يحملون شنطة لا تختلف عن الشنط والحقائب النسائية”. ويضيف: “لاحظت هذه الظاهرة كثيرا في الأسواق والأماكن الترفيهية كالشاطئ وغيرها، والمؤسف أن الشنط والحقائب التي يحملونها شبيهة إلى حد كبير بالشنط النسائية، لذلك فإنني أرفض شراءها لأن من سيراني أحمل هذه الحقيبة سينظر لي نظرة سلبية بأنني أتشبه بالنساء”. لا عيب أو حرام لم تعد حقيبة الكتف الآن خاصية نسائية، وحتى أكثر الماركات شهرة باتت تطعم حقائبها النسائية بأخرى رجالية بعد أن وجدت إقبالا شبابيا لا يقل عن الفتيات، وفي “المول” أو الشارع، لا تستغرب إذا التقيت شابا يحمل على كتفه أو ظهره، أو حتى خصره حقيبة آخر موديل. فهذا عبدالله سعد لا يستغني عن حقيبته “السبور”، كما يطلق عليها، يصطحبها معه في أي مشوار يذهب إليه. ويبرر ذلك بالقول: “هذه موضة الآن، وبحكم عمري فلا بد أن أتابع هذه الموضة، وليس في ذلك أي عيب، فهي ليست ميزة نسائية بدليل أن الطلاب يحملون حقائبهم في معاقل التربية، ثم إن الحقائب التي أستخدمها لا تشبه الحقائب النسائية على الإطلاق، ولاعبو الكرة يستخدمونها أمام الكاميرات، فما العيب إذن؟”. وعن محتويات الحقيبة، يقول: “هي الأشياء المعتادة، جوالي ومحفظتي، إضافة إلى بعض الأغراض الأخرى”. ورغم أنه يعترف بمواجهته بعض نظرات الاستهجان، إلا أن عبدالله لا يلقي لها بالا: “لا يهمني رأي أي شخص، فأنا لا أرتكب أي محرم أو عيب، وعائلتي وهي الأهم مقتنعة بتصرفاتي”. المنتقدون متخلفون عبدالرحمن الدويهيس اعتبر أن لكل جيل موضته وتقليعاته، ويقول: “نحن جيل لنا موضاتنا التي نتبعها شرط ألا تتعارض مع ديننا، وفي النهاية تحكمنا عقيدة وعادات وتقاليد، وما نقوم به مجرد اتباع لموضة و ستايل” جديد، كما أن هذه الحقائب مريحة للغاية وتغنينا عن حشو جيوبنا بمتعلقاتنا الكثيرة، كما تضمن عدم ضياع أي من أوراقنا الثبوتية”. وعن نظرة المجتمع له وهو يعلق حقيبة على كتفه، يقول: “أصبح المجتمع متقبلا لموضات الشباب نوعا ما لا سيما التي لا تنافي الشريعة، ولا أعرف لماذا نكبر الموضوع؟ هذه الحقائب طبيعية ويستخدمها الرياضيون”. ويشن الدويهيس هجوما لاذعا ضد منتقدي هذه الموضة: “من ينتقد مثل هذه الحقائب متخلف ولا يعي مفهوم الموضة ومجاراة العصر الذي نعيش فيه، وهو يفكر بعقلية تعود إلى القرن الماضي”. استايل جديد ويشير معاذ المفرج إلى أن الشباب محاربون في موضتهم بلا مبرر رغم عدم تنافيها مع الدين، ويقول: “لا أدري لماذا كل هذه القسوة علينا من أفراد المجتمع؟ نحن لم نرتكب شيئا يخدش الحياء أو يعارض الدين أو المجتمع، كما أننا نتقبل أي رأي يؤيد عقوبة كل من يخالف الذائقة العامة في اللباس مثل “طيحني” أو غيرها، أما اللبس العادي الذي يظهر ب”استايل” جديد وموضة شبابية فينبغي تقبله من المجتمع”. وبسؤاله عن تقبل عائلته لحمله حقيبة على كتفه، يجيب: “عائلتي متفهمة لما ألبسه، لكن هناك من يعارض في بعض الأحيان من المقربين، لكن ما يهمني في النهاية هو رأي والدي”.