تستند مواقف وتوصيات زعيم الثورة الاسلامية الإمام الخميني إلي نقطة بالغة الأهمية: ضرورة المبادرة الى اتخاذ المواقف الحساسة والمصيرية، وإبراز أهمية «الضربة الاولي» في المنازلة مع العدو. وعليه، تبرز الحاجة الى التذكير بأن مضيق هرمز هو الممر المائي الوحيد لثماني دول تطل علي الخليج، وتعبره سفينة ضخمة كل 10 دقائق، وهو طريق اكثر من 40 في المئة من حاجة العالم إلى النفط، ويصدّر عبره نحو 90 في المئة من نفط المنطقة الخليجية. وتوقعت وكالة الطاقة الاميركية زيادة حجم النفط الذي يعبر مضيق هرمز الي 35 مليون برميل يومياً في 2020. والمضيق هذا هو جسر عبور ما تحتاجه الدول الخليجية من اسلحة تشتريها من الدول الغربية والسلع التجارية. ووظائف مضيق هرمز هذه تؤشر الي أهميته الاستراتيجية بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، والدول الغربية على العموم. واذا اخذنا في الاعتبار المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها الولاياتالمتحدة والدول الغربية، يسعنا ادراك جسامة قرار الدول الغربية حظر النفط الايراني وأهميته. والجسامة هذه هي وراء تريث الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية في اصدار مثل هذا القرار. وحريّ بالعدو ان يدرك انه لا يملك كل بيادق رقعة الشطرنج، وأن ايران تستطيع، استناداً الي معاهدة جنيف (1958) وجامايكا (1982) اللتين رسمتا وجه النظام الحقوقي للمياه الدولية وأرستا حق عبور السفن، غلق مضيق هرمز امام حركة السفن والناقلات البحرية إذا حُرمت من تصدير نفطها. فما الباعث على تمكين الآخرين من تصدير نفطهم الي أعداء ايران البارزين عبر المياه الايرانية في وقت يُصادر حق ايران في تصدير نفطها؟ وتمنح مواد معاهدة جنيف الموقّعة عام 1958 ومعاهدة جامايكا المصادق عليها في 1982، الدول المطلة علي المضيق الحق في غلق المضيق إغلاقاً موقتاً او دائماً اذا شعرت بخطر يمس سيادتها جراء عبور الناقلات البحرية التجارية او العسكرية. وعندما تعلن الدول الكبري مقاطعة النفط الايراني، يجوز اعتبار أن النفط المرسل الى هذه الدول عبر المضيق يلحق الضرر بالجانب الايراني. وفي مثل هذه الحال، ترى طهران أن عبور ناقلات نفط تملكها دول تقاطع النفط الايراني هو تهديد للأمن القومي الايراني شأن عبور الناقلات المحملة بالسلاح الوارد من الدول الكبرى الى الدول الخليجية. لذا، يحق لطهران العمل بمواد المعاهدتين الآنفتي الذكر، وغلق المضيق. فهذا حق من حقوقها القانونية. وتطالب الفقرة الرابعة من المادة 16 من معاهدة جنيف، الدول المطلة علي المضيق إعلام الدول الاخري المعنية بالامر، إذا اتخذت قرار غلق المضيق أمام سفنها. وعليه، نتساءل لماذا لم تتوسل ايران الى اليوم حقها القانوني لمنع مرور السفن التجارية المحملة بالسلع والناقلات النفطية المتوجهة الى الدول التي تهدد الامن القومي الايراني، في وقت، تسعى هذه الدول الى إقرار اجراءات مقاطعة ايران. لذلك، يجب علي ايران الإقدام على ما يلزم من اجل غلق المضيق امام الدول المعادية لإيران. * صحافي، عن «كيهان» الايرانية، 13/12/2011، إعداد محمد صالح صدقيان - هل غلق المضيق فعلاً مشروع؟