لو لم يكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أخذ الضوء الأخضر من الملالي في الجمهورية الإسلامية في إيران، لما تجرأ على التحايل (هو ومن معه من الأحزاب والكتل السياسية) على قانون الانتخابات واحتلال رئاسة الوزراء، ومن ثم الذهاب إلى الاستبداد بالتدرج. إيران تحتاج إلى أن يحكم العراق رجل مستبد، لأنها تعرف أن الشعب العراقي لن ينسى جرائمها وتواطؤها ضده مع المحتل الأميركي، وهي وجدت في المالكي البذرة التي يمكن أن تعمل على تغذيتها ورعايتها لتخلق منه ديكتاتوراً يستطيع لجم أعداء إيران من العراقيين، إذ بدأت بتصفية خصومه، بدءاً بإقصاء حازم الشعلان عن المشهد السياسي، مروراً بتحييد حارث الضاري، والتحايل على نتائج الانتخابات، وإبعاد إياد علاوي، وصولاً إلى اتهام طارق الهاشمي بالإرهاب، وتهجيره إلى شمال العراق، ومن المؤكد أن إيران لن تقف عند هذا الحد، فهي تعرف أن الهاشمي رجل صلب وعنيد ولديه عمق عراقي قوي في عموم العراق، لذا بات من المتوقع – إن لم يستكن الهاشمي ويخضع لشروط المالكي أو يغادر العراق – أن توعز للمالكي بتصفيته، على مبدأ «باب يجيك منه ريح سده واستريح». ملالي قم وأذرع نجاد بدأوا في التخطيط لاغتيال طارق الهاشمي، وراحوا يرسمون سيناريوهات لذلك لإبعاد الشبهة عن أنفسهم أولاً وحلفائهم في بغداد ثانياً، اذ ادعت وكالة «مهر» الإيرانية بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «يسعى لاغتيال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي»، مشيرة إلى «انه (خادم الحرمين) يستغل هذا التوقيت حتى تتهم الحكومة العراقية في قتله (طارق الهاشمي)». وذكرت الوكالة: «تسربت معلومات مؤكدة من مصادر استخباراتية سعودية (لاحظوا أن مصادر الوكالة الإيرانية الاستخباراتية سعودية)، أن رئيس الاستخبارات السعودي مقرن بن عبدالعزيز طلب من خبراء جهازه إعداد خطة لاغتيال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي». وقالت الوكالة نقلاً عن موقع الجوار الإخباري (وهو موقع يبدو من مراجعته أنه لأحد أتباع إيران في العراق)، إن طلب مقرن هذا جاء تنفيذاً لأوامر صدرت من العاهل السعودي وولي عهده، اذ ذكرت التقارير أن الملك عبدالله ملك السعودية أشار إلى أن الهاشمي ربما إذا تعرض لضغوط سياسية وقضائية يقوم بإفشاء الكثير من أسرار التعاون السعودي معه والمرتبط بالقاعدة والبعث». وأضافت وكالة مهر: «أن التقرير قال إن الهاشمي أصبح لعبة مكشوفة وورقة خاسرة يجب إحراقها»، مؤكداً أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لتنفيذ عملية لاغتياله، اذ سيكون المتهم الأول باغتياله هو الحكومة التي يترأسها المالكي التي قد تؤدي إلى حدوث فتنة طائفية أو اضطرابات في المناطق الغربية من العراق. من المؤكد أن محرر موقع الجوار الذي «فبرك» الخبر غبي، لكن محرر وكالة «مهر» الذي نقل الخبر أكثر غباءً منه، إذ كيف تتعاون السعودية مع طارق الهاشمي في قضايا القاعدة والبعث، وهي التي عانت من الاثنين (البعث والقاعدة) وما زالت؟ محرر الوكالة أكثر غباءً لأنه يعلم، وهو يعمل في وكالة إيرانية شبه رسمية، أن أكثر دولة تعاونت مع القاعدة واستفادت من خدماتها هي إيران، لدرجة انها منحت أبو مصعب الزرقاوي جوازي سفر إيرانيين وآوت جزءاً من عائلة ابن لادن وأيمن الظواهري وسليمان أبو غيث اللذين يعتقد انهما مازالا في حماية إيران، إضافة إلى أنها استضافت الذراع العسكرية للقاعدة الملقب ب«سيف العدل مكاوي»، وهو الذي يعتقد أنه يقود تنظيم القاعدة من إيران بعد مقتل أسامة بن لادن. اعتقد أن الخبر برمته تقديم لاغتيال الهاشمي من قبل إيران وحلفائها في العراق، وما نشر في هذا الوقت ما هو إلا نوع من التضليل الإعلامي، والعودة إلى الخبر كوثيقة في حال نجحت طهران في تصفية طارق الهاشمي. twitter | @miassarshammari