أبوجا - أ ف ب - أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان حال طوارئ في المناطق الأشد تضرراً من أعمال العنف التي تحمل جماعة بوكو حرام المسؤولية عنها، إذ أمر بإغلاق جزء من حدود البلاد. وأتى إعلان الرئيس بذلك بعدما وصف جماعة بوكو حرام بأنها ورم سرطاني يرمي للقضاء على أكبر بلد أفريقي من حيث السكان، متعهداً بسحق الجماعة التي تتهم بالمسؤولية عن موجة من أعمال العنف الدامية في البلاد. وقال جوناثان في خطاب للأمة: «فيما يجري البحث عن حلول دائمة، أصبح لزاماً اتخاذ قرارات حاسمة لا غنى عنها لاستعادة الحياة الطبيعية في البلاد بخاصة بين المجتمعات المتضررة».وأضاف: «أمرت بإعلان حال الطوارئ في المناطق الآتية من الاتحاد النيجيري»، سارداً لائحة شملت أجزاء من ولايات بورنو، حيث القاعدة التقليدية لبوكو حرام، فضلاً عن ولايات يوبي والنيجر وبلاتو. كما أمر بإغلاق الحدود البرية للمناطق المتضررة لضبط «الأنشطة الإرهابية التي تجتاز حدودنا». وفي الوقت ذاته، قتل خمسون شخصاً على الأقل في اشتباكات بين مجموعتين متجاورتين في ولاية إبونيي جنوب شرقي البلاد، كما قال ناطق حكومي، غير أنه أكد أن الاشتباكات ليست على صلة بالهجمات التي تنفذها الجماعة الإسلامية. وقال الناطق أونييكاتشي آني: «قتل أكثر من خمسين شخصاً حينما هاجم أشخاص من مجموعة إيزا سكان جماعة ازيلو المجاورة بسبب نزاع على الأراضي». وتابع أن «النزاع بين المجموعتين بدأ في 2008 وكان يعتقد أنه تمت تسويته قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة إذ داهم أشخاص من الإيزا آخرين من الازيلو وقتلوا أكثر من خمسين شخصاً هناك». وأتت تصريحات الرئيس جوناثان حول بوكو حرام خلال زيارته الكنيسة الكاثوليكية في مادالا قرب العاصمة أبوجا حيث قتل 44 شخصاً أثناء خروجهم من قداس يوم الميلاد بتفجير أعلن ناطق باسم الجماعة مسؤوليتها عنه. وخلال الكلمة التي ألقاها الرئيس في الكنيسة بكى الكثيرون من المصلين من دون توقف بينهم امرأتان فقدتا زوجيهما وأربعة اطفال في تفجير يوم عيد الميلاد. غير أن راعي الأبرشية الأب إيزاك آتشي قال إن الكنيسة غفرت لمهاجميها. وقال الأب آتشي: «بالنيابة عن المسيحيين كافة في هذه البلاد، غفرنا لهم من أعماق قلوبنا. نصلي كي لا يشهد أي جزء من بلادنا شيئاً كهذا». وقال الرئيس إن حال الطوارئ ضرورية «إذ استغل الإرهابيون الوضع الراهن لضرب أهداف في نيجيريا والفرار إلى حيث لا تتمكن قوات الأمن من تعقبهم». وكانت نيجيريا تعرضت لعشرات الهجمات التي تتهم «بوكو حرام» بالمسؤولية عنها. غير أن موجة من تفجيرات الميلاد التي استهدفت الكنائس في شكل خاص وأسفرت عن مقتل 49 شخصاً على الأقل أثارت غضباً كبيراً في البلاد. وقال جوناثان: «لقد بدأت (بوكو حرام) كجماعة غير مؤذية. والآن أصبحت سرطاناً، ونيجيريا هي الجسد الذي تريد أن تفتك به. ولكن لن يسمح لها أحد بذلك». كما أثارت موجة الهجمات الأخيرة مخاوف من إقدام مسيحيين على هجمات انتقامية، غير أن القادة المسيحيين قالوا إنهم لن يجدوا بديلاً عن توفير الحماية لأنفسهم بأنفسهم ما لم تتخذ السلطات إجراءات لوقف العنف المتصاعد. يذكر أن نيجيريا هي أكبر منتج للنفط في أفريقيا وتنقسم بالتساوي تقريباً بين شمال ذي غالبية إسلامية وجنوب مسيحي. وتشمل الطوارئ مناطق في ولاية بورنو حيث القاعدة التقليدية لجماعة بوكو حرام، وكذلك ولاية يوبي المجاورة لها في الشمال الشرقي. والمنطقتان الأخريان في ولاية بلاتو في الحزام الأوسط للبلاد الذي يفصل الشمال عن الجنوب، وولاية النيجر المتاخمة للتقسيم الإداري للعاصمة الفيديرالية أبوجا. والحدود التي يشملها الإغلاق تشمل حدوداً في الشمال الشرقي لنيجيريا مع الكاميرون والنيجر وتشاد. كما أعلن جوناثان عن تأسيس وحدة عسكرية خاصة لمكافحة الإرهاب. وقال مستشار الأمن القومي أوويي إزازي للصحافيين إن حال الطوارئ ستبقى سارية «إلى حين تحسن الوضع». يذكر أن نيجيريا تنشر بالفعل عدداً من القوات العسكرية الخاصة في المناطق المضطربة بما في ذلك في ولايتي بورنو وبلاتو. غير أن القوات الخاصة في بورنو متهمة بانتهاكات بما في ذلك قتل مدنيين وحرق منازل عقب التفجيرات. يذكر أن المئات قتلوا هذا العام وحده في هجمات ألقيت اللائمة فيها على «بوكو حرام»، وغالبيتها في شمال شرقي البلاد غير أن الجماعة أعلنت أيضاً مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع في آب (أغسطس) الماضي، مستهدفاً مقر الأممالمتحدة في أبوجا وأسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل.