أصدرت «المجلة العربية»، في خطوة تعد الأولى من نوعها، كتاباً بعنوان «أوائل الأعداد من الصحف والمجلات السعودية»، وذلك ضمن سلسلة الريادة التي تعنى بإعادة نشر إنجازات الرواد، وضم الكتاب جميع الأعداد الأولى المتوافرة من الصحف والمجلات السعودية منذ 100 عام، وأشرفت عليه لجنة مكونة من عدد من الأكاديميين هم الدكاترة عبدالله الوشمي وحامد الربيعي وظافر الشهري وعالي القرشي ومنصور الحازمي، الذين يطلق عليهم ضمن هذه السلسلة اسم أعضاء لجنة الريادة. وجاء في تقديم وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على المجلة العربية الدكتور عبدالعزيز خوجة للكتاب أن «سلسلة الريادة إحدى منظومات الثقافة التي تسعى للإسهام في تقديم الكتاب للقارئ بالعربية في شتى العلوم والفنون وعبر جميع مصادر الثقافة المتاحة قديماً وحديثاً، ولجميع فئات العمر وبحسب الاهتمامات وتنوعها». وقال رئيس تحرير «المجلة العربية» الدكتور عثمان الصيني ل«الحياة» إن هذه السلسلة يأتي إصدارها «بمناسبة مرور 100 عام على صدور أول صحيفة في المملكة عام 1908، صدرت في ذلك العام صحيفة «حجاز»، ومع أننا لم نجد لها نسخاً إلا أننا حفظنا هذا التاريخ وقمنا بإصدار هذا الكتاب تقديراً لذكراه». ورداً على ما قد يرد من تساؤلات حول الحجم الكبير للكتاب، يجيب: «اعتمدنا في هذا الكتاب حجم «التيبل بوك» أي كتاب الطاولة، وهو عادة يوضع على الطاولة لتصفحه، وذلك لعدم إمكان قراءته بخط واضح إلا بهذا الحجم، كما أن من أسباب اختيارنا لحجم الطاولة أن الكتاب توثيقي، والقارئ الذي يستهدفه يهمه العدد الأول من جميع الصحف والمجلات السعودية». مؤكداً أن «من يقرأ هذا الكتاب سيجد فيه فائدة عظيمة، فهو يقرأ منه سياسة الصحيفة وتوجهها، وأسماء الكتاب وأساليبهم، وكيف كانت روح الكتابة الصحافية وتوجهاتها في ذلك العصر، كما أنه يتيح فرصة استثنائية لم تكن متاحة للقارئ السعودي من قبل، وهي أن يقرأ العدد الأول من كل صحيفة ومجلة، لا أن يقرأ عنه فقط». وأضاف الصيني: «تتركز قيمة كتاب أوائل الأعداد من الصحف والمجلات السعودية في الصبغة الإحصائية والاستقصائية، كما أنها تركز على بعد التوثيق التاريخي، وقيمتها تتركز في أنها تاريخية، فيهمنا أن نرى العدد الأول بعد دخول الملك عبدالعزيز للحجاز وضمها لسلطنة نجد. لنستوثق من معلومات تاريخية لن نقرأها إلا في هذه الأعداد»، لافتاً إلى أنه لم يكن ميسّراً العثور على صور الأعداد الأولى «لتفرق أماكن حفظها وتفاوت حالتها، أو لعدم تيسّر الحصول عليها وقت إعداد الكتاب، وبعض هذه الصحف والمجلات توافرت منها أعداد ليست منها الأعداد الأولى، وقد يكون بعضها موجوداً ولكن لم نهتد إلى وسيلة للحصول عليها في هذه الفترة، وعلى سبيل المثال: مجلة «النداء الإسلامي» قيل إنها محفوظة في الهيئة العامة للكتاب في القاهرة، ولكن تعذر العثور عليها بمداخل البحث المعروفة، كعنوان المطبوعة أو اسم رئيس التحرير، وبعض المطبوعات تفضل علينا مؤسسوها أو رؤساء تحريرها أو أسرهم بتزويدنا بها، وبعضها الآخر حال الوقت دون أن تصل إلى أيدينا في الوقت المناسب، وسنستكمل ما لم يدرج في هذا الكتاب أو نستبدل بالنسخة الواردة فيه أخرى أكثر سلامة ووضوحاً ونقاء في طبعات لاحقة». وبالنظر إلى مادة الكتاب فهو ليس إصداراً تأريخياً، من حيث التناول التاريخي، فهو لا يقدم تاريخاً مفصلاً للصحافة السعودية، كما أنه لا ينضم إلى مجموعة الببلوغرافيا، ولا التعريف بالصحف والمجلات، ولكنه يقدم مادة حية للعدد الأول من كل صحيفة ومجلة، إذ يضع بين يدي القارئ صورة كاملة لافتتاحيات المؤسسين ومقالات مكتملة للمحررين والكتاب من أدباء ومثقفين وصحافيين. كما يقدم صورة للحياة الثقافة والأدبية إبان صدور هذه الصحف والجو المحلي والإقليمي والعالمي الذي كانت فيه. وجاءت سلسلة الأعداد الأولى من الصحف والمجلات المحلية على النحو الآتي: أم القرى، الإصلاح، صوت الحجاز، المنهل، البلاد السعودية، اليمامة، أخبار الظهران، الإشعاع، الإذاعة السعودية، حراء، الأضواء، عرفات، الندوة، الرائد، قريش، القصيم، الجزيرة، راية الإسلام، عكاظ، التجارة، الرياضة، الأسبوع التجاري، رابطة العالم الإسلامي، المدينةالمنورة، اليوم، الرياض، الدعوة التجارة والصناعة، الرياضي، الشباب، الرياضية، الاقتصادية، الوطن، القبلة، الفلاح، بريد الحجاز، الشرق الأوسط، الحياة، شمس.