انتقد الشاعر ممدوح المسطح توجه الشركات للاستثمار في مجال الشعر بهذا الشكل الذي وصفه بالمبالغ فيه جداً، خصوصاً من شركات كبيرة على مستوى السعودية والخليج، بعضها دمجت بين الفنانين والشعراء وقاربت بينهم.وقال واصفاً حال الشركات وشعرائها بانها مثل الاندية الرياضية كل ناد له جمهوره ومتابعوه، مؤكداً تأثير هذا التوجه على الشعر وتناميه وجمهوره، بعدما تدخلت فيه شركات القطاع الخاص، واصبح احد اهم مشاريعها التسويقية، مشيراً الى وجوب المحافظة على هذا الموروث بشكل جيد ومن الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمها وزارة الثقافة والاعلام وجمعية الثقافة والفنون والهيئة العليا للسياحة وامارات المناطق واللجان السياحية الصيفية، كل تلك الجهات يجب ان تساعد في انتشار الشعر بالشكل الجيد الذي له الاثر الكبير في نفوس عشاقه ومحبيه. وتحدث المسطح عن اهمية القاء الشعر للشاعر ومبالغة بعض الشعراء، قائلاً: «الالقاء فن بحد ذاته يدرس في الجامعات ويعتبر موهبة تعطي للشاعر تميزاً اكثر من غيره، حتى ولو كانت القصيدة ضعيفة، او تعاني من خلل ما، الا ان الالقاء يساعد في انتشارها وقبولها لدى الجمهور، والالقاء له تأثير واضح وبيّن في نفوس المتابعين، الامر الذي دعا كثيرين من الشعراء الى تصنع فن الالقاء وادخال العبارات التسويقية و «الشوارعية» لاضحاك المتابعين وبعضهم يقوم بحركات وايماءات غريبة من المفترض الابتعاد عنها، خصوصاً ان الشاعر يجب ان يحافظ على شعره والا ينقلب الى مهرج او ممثل كوميدي همه الوحيد اضحاك الآخرين.وأوضح المسطح أن بعض الشعراء تحوّلوا من شعراء إلى مهرجين، سواء في القنوات الشعبية، أو الأمسيات والمسابقات الشعرية، بحثاً عن التميز من دون علمهم أن هذا التصنع الواضح يؤثر سلباً في مسيرتهم الشعرية، مؤكداً أنه في الماضي كان النشر يقتصر على الصحف والمجلات، من دون معرفة الشاعر وصفاته الشخصية، ولكن أمور الشعراء انكشفت بعد ظهور قنوات الشعر التي جمعت أصناف الشعراء، من كبار وصغار وموجودين في الساحة وخارجها، وقدمتهم بشكل عشوائي، وبدا التصنع في الإلقاء والحركات والصوت والضحك والوقوف عند بعض الأبيات والتصفيق لأنفسهم، وهذا امر مستغرب لدى المهتمين بالشعر الشعبي بشكل عام في السعودية والخليج. وتوقع المسطح أن يتحول عشرات الشعراء من شعراء إلى فنانين خلال العام المقبل2010، بسبب غنائهم في بعض المحافل والأمسيات الشعرية، لافتاً إلى أن هناك شعراء كباراً يملكون قصائد مميزة، ولكن يخونهم الإلقاء واصواتهم عند القاء قصائدهم، الأمر الذي دفع بعض الشعراء للبحث عمن يلقي قصائدهم نيابة عنهم في القنوات الشعبية، خصوصاً من كان يتميز بفن الإلقاء والصوت العذب اللافت لجمهور الشعر.