نشب حريق في شقة شابة فرنسية في باريس، لدى وجودها وحدها مع طفلها البالغ عمره سنتين، فوقفت أمام إحدى النوافذ وابنها في ذراعيها مستعدة للقفز من الطبقة الثانية. وشهد الموقف شاب عربي اسمه حميد كان ماراً بالصدفة في الشارع مع شلة من أصدقائه، فصاح إلى المرأة بعدم القفز، وراح يتسلّق المبنى إلى أن بلغ علواً سمح له بأخذ الصبي من يدي أمه، ثم دخل إلى شقة أحد الجيران من خلال نافذة مفتوحة، بينما قفزت الأم هرباً من لهيب الحريق الذي كان قد التهم الشقة بكاملها. ووصلت قوات الإطفاء والإسعاف إثر حدوث كل ذلك ونقلت الأم إلى أقرب مستشفى في حالة خطرة. أما حميد فوصفه أهل الحي بأنه بطل من النوع القديم، خصوصاً أنه ليس خبيراً في تسلق المباني أو الجبال، فهو لا يتميز بقدرات رياضية معينة إلا أن شجاعته وحدها هي التي دفعته إلى مساعدة الأم الشابة. ويقول حميد إنه لم يفعل إلا واجبه تجاه الإنسانية، موضحاً أن التضامن مع الغير هو من أهم المبادئ.