بدأت الحكومة العراقية أمس نقل بعض عناصر منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة إلى موقع موقت في بغداد، تمهيداً لتوطينهم خارج البلاد بالتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين التي باشرت نشر فريق في الموقع الجديد للتدقيق في طلبات الحصول على اللجوء التي تتلقاها والبت فيها. وكانت الأممالمتحدة والحكومة العراقية وقعتا الأحد الماضي مذكرة تفاهم ل «تسوية إنسانية وسلمية لوضع سكان معسكر أشرف» في محافظة ديالى، حيث عناصر منظمة «مجاهدين خلق». وأعلنت الحكومة أمس نقل 326 فرداً إلى معسكر «الحرية» قرب مطار بغداد. وقال الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان كامل أمين ل «الحياة»إن «مذكرة التفاهم أناطت بالوزارة الإشراف على عملية نقل سكان المعسكر وأماكن وجودهم»، مشيراً إلى أن «الاتفاق يقضي بنقلهم على دفعات تراوح ما بين 400 إلى 800 عنصر بحسب الطاقة الاستيعابية لمعسكر الحرية في بغداد (ليبرتي سابقاً) وقدرة الأممالمتحدة على التدقيق في طلبات لجوئهم والبت فيها». وأضاف: «من المقرر أن تنتهي عملية توطنيهم خارج العراق وإغلاق معسكرهم الجديد خلال ستة شهور. ولن يقبل العراق لجوء أي من عناصر المنظمة ولن تحتسب فترة الستة شهور مدة إقامة». ولفت إلى أن «بعض عناصر المعسكر لديهم بالفعل حق الإقامة في بعض البلدان الأوروبية. وإذا أراد آخرون منهم العودة إلى إيران واستغلال قرار العفو الذي أصدرته الحكومة الإيرانية سابقاً فإن العراق سيحصل على ضمانات من الجانب الإيراني لتطبيق قرار العفو وضمان حياة كريمة لهم». وأوضح أمين أن «منظمة الهجرة تعمل حالياً على دراسة ملفات الأفراد وليس المجموعات لإيجاد بلد بديل، ولم يحدد بلد بعينه». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رحبت بتوقيع الأممالمتحدة والحكومة العراقية مذكرة التفاهم، واعتبرتها خطوة مهمة لإيجاد حل إنساني للوضع القائم في المعسكر. وقالت كلينتون في بيان أصدرته السفارة الأميركية في بغداد إن «جهود الأممالمتحدة تحظى بدعمنا الكامل، وتوقيع مذكرة التفاهم يمثل تطوراً مهماً في هذه المسألة ويحدد الخطوات اللازمة لإيجاد حل سلمي قابل للتطبيق لسكان معسكر أشرف، ويتضمن الانتقال الموقت إلى معسكر ليبرتي» (قاعدة عسكرية أميركية سابقة قرب مطار بغداد الدولي). وأشادت بعمل العراق مع الممثل الخاص للأمم المتحدة السفير مارتن كوبلر وأشارت إلى أن مسؤولين من السفارة الأميركية سيزورون الموقع في شكل منتظم ومتكرر. وحضت الجهات المهتمة بأمن وسلامة سكان معسكر أشرف على العمل معاً لضمان تنفيذ الخطة المتفق عليها. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوصل العراق والمنظمة الدولية إلى صيغة اتفاق تقضي بتسوية إنسانية وسلمية لوضع سكان معسكر أشرف. وتنص مذكرة التفاهم على ضمان العراق سلامة وأمن عناصر المنظمة في الموقع الجديد. وإشراك وزارة حقوق الإنسان في شكل فاعل في كل مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباط.