سيول، موسكو - أ ف ب، يو بي آي - تسارعت وتيرة عملية نقل السلطة في كوريا الشمالية، وأكدت الصحف المحلية أن كيم جونغ أون سيخلف والده كيم جونغ ايل على رأس حزب العمال الحاكم، قبل يومين من الجنازة المهيبة للزعيم الراحل. وبعد تعيينه قائداً أعلى للجيش، سيتولى كيم جونغ أون منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الحاكم وهو أرفع منصب مدني وكان يتولاه والده الذي توفي في 17 الشهر الجاري. وكتبت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب أن «كل هيئات الحزب عبر البلاد تدعم أيديولوجيا الرفيق كيم جونغ أون وقيادته». وأضافت الصحيفة: «فلنهب حياتنا لحماية اللجنة المركزية التي يقودها الرفيق كيم جونغ أون». واللجنة المركزية هي هيئة القيادة الرئيسية في الحزب، ويحمل قائدها صفة الأمين العام للحزب أعلى منصب مدني في كوريا الشمالية. وقال كيم جونغ هيون الأستاذ في جامعة دونغاك في كوريا الجنوبية: «لم يصبح كيم جونغ أون رسمياً بعد، أميناً عاماً للحزب لكنه سيصبح كذلك قريباً وسيرث أيضاً المناصب الأخرى التي كان يتولاها والده». وكان كيم جونغ ايل يقود اللجنة الوطنية للدفاع، هيئة القيادة في البلاد المستقلة عن الحزب. ولم تعهد إلى كيم جونغ أون إلى الآن هذه المسؤولية. وتدل كل المؤشرات حتى الآن إلى أن نظام بيونغيانغ يعتزم مواصلة تطبيق سياسة «الجيش أولاً» لكن المراقبين سيتابعون عن كثب مراسم تشييع كيم جونغ ايل غداً الأربعاء لكشف توازن القوى داخل النخبة المحيطة بجونغ أون. ولم تحضر أي شخصية أجنبية هذه الجنازة المهيبة، لكن وفدين من كوريا الجنوبية توجها إلى كوريا الشمالية امس، لتقديم التعازي اثر وفاة كيم جونغ ايل جراء أزمة قلبية عن 69 سنة. وتوجهت لي هي هو (89 سنة) أرملة الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ، وهون جونغ أون (56 سنة) رئيسة مجموعة «هيونداي» الصناعية إلى بيونغيانغ حيث ستلتقيان مسؤولين في النظام الشيوعي. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن لي قولها قبل اجتيازها الحدود: «آمل بأن تساعد زيارتنا في تحسين العلاقات بين الجنوب والشمال». ولم ترسل كوريا الجنوبية وفداً رسمياً لكن سيول بعثت «برقية تعزية إلى شعب كوريا الشمالية». روسيا في غضون ذلك، دعت روسيا المجتمع الدولي إلى الامتناع عن أي أفعال قد تعتبرها كوريا الشمالية استفزازاً. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن «الشيء المهم جداً الآن ليس ما قد يحدث في كوريا الشمالية في المستقبل القريب، والقضية تتلخص في كيفية تعامل هذا البلد مع المسائل، التي نطرحها... نحن أعضاء المجتمع الدولي، المشاركين في المفاوضات السداسية، أمام كوريا الشمالية». وأشار إلى أن «هذه القضايا ترتبط بالمرتبة الأولى بالبرنامج النووي الكوري الشمالي»، معتبراً انه «من المهم بالنسبة إلينا أن تمر المرحلة الانتقالية في كوريا الشمالية بسلاسة ومن دون تعقيدات». ودعا البلدان المجاورة لكوريا الشمالية «إلى الامتناع عن أي أفعال قد يعتبرها الزملاء الكوريون الشماليون استفزازاً».