أكد المدير العام للتخطيط في وزارة الصحة الدكتور محمد باسليمان، أن المستشفيات الصغيرة التي تتسع ل50 سريراً غير مجدية، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تغيير خريطة تقديم الرعاية الصحية، لافتاً إلى أن معدل الإنفاق على الخدمات الصحية في السعودية قليل، إذ يبلغ نصيب الفرد 245 دولاراً أميركياً في مقابل 7000 دولار في بعض دول العالم. وقال باسليمان خلال لقاء جمع رئيس مجلس الشورى ووزير الصحة في مقر الوزارة بالرياض أول من أمس: «الوزارة ستعمل بموجب الخطة الاستراتيجية الصحية للفترة من 1431 حتى 1440ه، والمشروع الوطني الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، على تغيير منهج وخريطة تقديم الرعاية الصحية لترتفع مستويات تقديم الخدمة إلى خمسة مستويات بدلاً من أربعة، وسيقدم المستوى الأول عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية، فيما يقدم المستوى الثاني عبر مستشفيات طرفية (أ و ب)، والمستوى الثالث من خلال مستشفيات عامة، والمستوى الرابع عن طريق مستشفيات مركزية، فيما يقدم المستوى الخامس من خلال المستشفيات المرجعية، بحيث يمكن هذا المشروع من تقديم خدمات الرعاية الصحية عبر بنية متكاملة متدرجة ومترابطة تغطي جميع التخصصات الطبية بشكل شامل وذلك من الرعاية الأولية إلى الرعاية الرباعية». وأوضح أن فكرة المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي صدرت بشأنه الموافقة السامية في 1431ه تقوم على تحويل الاهتمام من التركيز على النظام الصحي المعتمد على المستشفى إلى التركيز على حاجات المستفيد من الخدمة، وتمكين المواطن من الحصول على سلسلة متواصلة من الخدمات الوقائية والتعزيزية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية، مؤكداً أن المشروع الذي تم إعداده بعد دراسة متأنية وبواسطة متخصصين عالميين ومحليين سيحقق عند تطبيقه سهولة الوصول إلى الخدمة لجميع مستويات الرعاية الصحية. ولفت إلى أن من أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي تصاعد عدد السكان في المملكة، متوقعاً أن يصل العدد إلى 37 مليوناً بحلول 1441ه بمعدل نمو يصل 3.5 في المئة، إضافة إلى نمو الطلب على الخدمات الصحية، ومحدودية الموارد المتاحة مقارنة ببعض دول العالم. وأشار إلى أن عدد السكان الذين يزيد عمرهم على 60 عاماً في المملكة سيزداد خلال الأعوام المقبلة، ما يعني زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية، خصوصاً الأمراض المزمنة، لافتاً إلى أن معدل الإنفاق على الخدمات الصحية أقل بكثير من بعض دول العالم، إذ يبلغ نصيب الفرد 245 دولاراً أميركياً مقابل 7000 دولار في بعض الدول، فيما يبلغ معدل الأسرّة 21.4 سرير لكل 10 آلاف نسمة مقارنة ب71 في بعض الدول، ومعدل الأطباء 24 طبيباً لكل 10 آلاف نسمة، بينما يصل إلى 35 في الدول الأوروبية. وأكد باسليمان أن الخدمات الصحية شهدت خلال ربع قرن تطوراً سريعاً وتحققت إنجازات منها ارتفاع معدل العمر المأمول للسكان من 66 إلى 73 عاماً، فيما بلغت نسبة التطعيمات ضد الأمراض المستهدفة 98 في المئة ما جعل المملكة تحصل على المستوى الثالث عالمياً وفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية، وصاحب ذلك انخفاض في الأمراض المستهدفة، إذ تم استئصال شلل الأطفال ولم تسجل المملكة أي حالة منذ 1995، كما انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة، وفي المقابل ارتفع عدد المستشفيات من 47 مستشفى عام 1389ه إلى 249 مستشفى حالياً، وعدد الأسرّة من 7 آلاف سرير إلى أكثر من 34 ألف سرير، وعدد مراكز الرعاية الصحية الأولية من 516 إلى 2094 مركزاً صحياً خلال هذه الفترة. وأضاف أن عدد الأطباء تضاعف 39 ضعفاً ليصل عددهم في وزارة الصحة إلى أكثر من 31 ألف طبيب، والممرضين 34 ضعفاً، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تقدم حالياً ما يوازي 60 في المئة من إجمالي الخدمات الصحية المقدمة في المملكة في مقابل 20 في المئة للقطاعات الحكومية الأخرى و20 في المئة للقطاع الخاص، وتعادل مستشفيات الوزارة 86 في المئة من مستشفيات الدولة، وعدد الأسرّة في وزارة الصحة يوازي 75 في المئة من إجمالي عدد الأسرّة. 165 ألف ريال «غرامات مالية» بحق 10 منشآت صحية