يستعد مؤسس مهرجان القاهرة للجاز عمرو صلاح لإطلاق النسخة الرابعة من المهرجان الوحيد من نوعه في مصر مطلع العام المقبل، بمشاركة 15 دولة أوروبية وعربية تأكد منها حتى الآن النمسا وفرنسا وهولندا وألمانيا وإسبانيا واليابان ولبنان. يقام المهرجان هذا العام في حديقة الأزهر في القاهرة، خلافاً للأعوام الثلاثة السابقة، إذ كان يقام في ساقية الصاوي. ويوضح عمرو صلاح أن نقل مكان إقامة المهرجان هذا العام هدفه التوجّه إلى الشباب المصري العادي، للتعريف بفنون الجاز وما يحويه هذا الفن من معاني الحرية في التعبير عبر الارتجال والتلقائية. ويفتتح المهرجان الفريق الأسباني «كاليما»، في عرض يمزج رقص الفلامنكو بالجاز، ويقدم فريق آريفا الهولندي الجاز الشرقي الحديث، كما يحقق المهرجان سبقاً باستضافته أوركسترا «سيدات ألمانيا» المكونة من 12 فرقة موسيقية. ومن الولاياتالمتحدة يأتي آدم ميلر، بأدائه المتفرد وبرنامجه الموسيقي المتميز، لتغطيته المراحل المختلفة لموسيقى الجاز، إضافة إلى أداء أنماط الجاز المختلفة، كالفانك والسول وحتى الموسيقى الدينية. يذكر أن ميلر عمل مغنياً ومؤلفاً موسيقياً لما يزيد على عقدين مع الكثير من الفرق والموسيقيين في الولاياتالمتحدة، حتى قيل إن الاستماع إليه لا يعتبر رحلة في تاريخ الجاز فحسب، بل قفزة إلى داخل عالم مثير من الاحتمالات. ويستضيف المهرجان أوركسترا الحركة الأوروبية للجاز، التي أسسها مجلس الموسيقى الألماني في 2007، في محاولة لتوحيد الموسيقيين الشباب في فرقة كبيرة استطاعت أن تنال شهرة كبيرة بفضل ثقافات العازفين الآتين من فنون الفادو البرتغالية والأشعار السلوفينية والموسيقى الشعبية الألمانية في خليط منير. ويشارك هذا العام رمز الفلامنكو الأسباني باكو ديلوسيا، والسنغالي يوسو ندور. ومن مصر تشارك فرق عدة أشهرها فرقة «افتكاسات» الحائزة جائزة المورد الثقافي 2005 وجائزة الصندوق العربي للثقافة 2009، والتي كتب عنها في صحيفة «هيرالد تريبيون»: «لو أن ستيلي دان أو ستيف فاي ولدا مصريين ونشآ على سماع الموسيقى المصرية لكان صوت موسيقاهم ليشبه افتكاسات». وتعتبر فرقة «افتكاسات» من الفرق المصرية القليلة التي وصلت إلى الساحة العالمية، من خلال المزج الفريد بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية بإيقاعاتها المتفردة، حتى إنها أدخلت آلات حديثة على الجاز كالرّق، وهو ما لم يحدث من قبل. ويشارك أيضاً من مصر فريقا ريف باند وكوكون وبركشن شو. أما «نادي الجاز» المصري فيستضيف كالعادة العروض الإضافية للمهرجان، في جو فني صميم يجمع الفنان بالجمهور. وعلى الصعيد التعليمي، يستمر المهرجان في تقديم خدماته التعليمية المجانية للشباب الموسيقي في مصر، بتنظيمه محاضرات وورشاً تعليمية وإتاحة الفرصة للاحتكاك بضيوف المهرجان. ويستمر هذا العام برنامج «جازينيو» للأطفال الذي يتيح الفرصة للصغار الموهوبين للوقوف جنباً إلى جنب مع الموسيقيين المحترفين، وهو يهدف إلى تشجيع الأسر على تعليم أطفالها الموسيقى، لا سيما التخصص في الجاز، كمستقبل مهني. أما عن مشاكل المهرجان فيقول صلاح إنه «لا يلقى الدعم الكافي من الدولة، حتى إن وزير الثقافة الحالي، عندما عُرضت عليه استضافة الفرق المشاركة، اشترط أن تحصل الوزارة على قيمة التذاكر المباعة، لكن هذا ليس دعماً بل مقايضة!». ويسعى صلاح إلى وضع المهرجان على خريطة الأفواج السياحية التي تزور مصر، بالتعاون مع شركات الطيران ووزارة السياحة. وعلى رغم ما سبق، فقد أكد سعادته بزيادة عدد الذين يقصدون المهرجان كل سنة.