كشف سجين سعودي في العراق ل«الحياة» أن عناصر سورية على الحدود العراقية سهّلت دخوله الى بغداد من دون مقابل مالي، وأن الشاب السعودي «يُباع» من العراقيين في مقابل ما يراوح بين 30 و80 دولاراً لتسليمه الى القوات الأميركية. وأشار إلى أن كثيراً من السعوديين اعتقلوا وفقاً لذلك السيناريو، وتعرضوا للتعذيب بسبب الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة المضطربة، وإن لم يكن لهم يد فيها. وقال إن إعلان دخول قوات «درع الجزيرة» الخليجية الى البحرين كان سبباً في تعذيب السجناء السعوديين واستهدافهم. وأوضح السجين (تحتفظ «الحياة» باسمه ومكان سجنه) في اتصال هاتفي أن مقيماً سورياً ينتمي إلى القرى الحدودية مع العراق سهّل له دخول العراق من خلال زميل له عراقي. وقال إنه كان يحمل جواز سفره السعودي، لكن القوات الأميركية قبضت عليه قبل أكثر من خمسة أعوام، أثناء محاولته الخروج من المنزل الذي يسكن فيه. وأكد أنه تنقّل في سجون عدة حتى سلم إلى الحكومة العراقية. وأضاف: «أكرمني السوريون، وصرفوا علي. لكن العراقيين سلموني إلى القوات الأميركية. وقال السجين السعودي إن هناك فرقاً في معاملة القوات الأميركية للسجناء، مقارنة بالقوات العراقية». ووصف تسليمه للقوات العراقية بأنه «الاقتياد نحو المسلخ»، إذ إن الحكومة العراقية خلطت قضايا السجناء بعضهم ببعض، «وتم توقيفنا مع أشخاص قبض عليهم في قضايا جنائية». وأضاف: «حقوقنا داخل السجن معدومة، فليس لدينا محامون، والاتصال يتم مرة واحدة شهرياً ولمدة دقائق معدودة. واضطررنا، نحن السعوديين، لاستخدام الأسلحة البيضاء لحماية أنفسنا داخل العنابر، إذ نخفيها تحت الملابس أو الوسائد، إذ إن أحد السجناء معنا اغتصبت والدتُه وشقيقتُه، وآخر قتل وثالث سُرقت ممتلكاته». في المقابل، أكد مسؤول أمني عراقي في بغداد (تحتفظ «الحياة» باسمه)، أن الحكومة العراقية كلفت عدداً من الأقسام الأمنية في الأمن العراقي بالبحث عن عدد السعوديين الموقوفين في السجون، والمدد التي من المفترض أن يقضوها هناك. وقال المسؤول ل«الحياة» في اتصال هاتفي، إن هناك نتائج إيجابية من خلال العمل الواسع الذي يقوم به المعنيون هناك، تمهيداً لإغلاق ملف المعتقلين بين السعودية والعراق. وأشار السجين السعودي، وهو يتحدث بصوت منخفض إثر تمكنه من تهريب هاتف محمول إلى السجن، إلى أن الأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة «نعلم عنها من خلال تهديد إدارة السجن لنا»، إذ تعرض الموقوفون من السعوديين في أحد سجون العراق للتعذيب عند طلب السلطات البحرينية مجيء قوات درع الجزيرة إلى المنامة في أعقاب أحداث الشغب التي شهدتها منطقة دوار اللؤلؤة، وأكد أن زميلاً لهم توفي بعد نقله إلى المستشفى.