أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن الثقافة مُعطى إنساني لا يعرف السكون ولا الجمود في مكان أو زمان معين، «لكن المكان والزمان يُعطيان أي ثقافة نكهة خاصة تُضفي عليها السمات المحلية الجذّابة» مشيراً إلى أن الثقافة تظل «في حركة دائمة وانتشار مستمر لأنها – في الواقع – نتاج تفاعل و تمازج مجموعة من العوامل الذاتية والخارجية». وقال بمناسبة انطلاق ملتقى المثقفين السعوديين الثاني يوم الإثنين المقبل، أن وزارة الثقافة والإعلام «تضع هذه الخصائص في اعتبارها وتُحاول استثمار الثقافة لأنها المدخل الأمثل لإحداث تغييرات إيجابية في أذهان الشعوب ونفوسهم وسلوكهم. ولا يحصل ذلك ما لم تكن هناك استراتيجية شاملة واضحة المعالم يُسهم فيها الجميع لكي يكونوا شركاء في بناء التكوين الثقافي وفي التخطيط للعمل، وفي اقتراح أدوات التطوير». وأوضح الحجيلان أن ملتقى المثقفين «يحظى بمتابعة واهتمام وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وإشراف نائبه الدكتور عبدالله الجاسر، «ويأتي في الوقت الذي تُعنى فيه الوزارة بالشراكة مع القطاعات الأخرى ببناء الإنسان والارتقاء بالموارد البشرية، لتلمس الحاجات الفعلية الواقعية التي يتطلبها العصر، وإيجاد الحلول للتغلب على الثغرات وملء الفراغ لهذه المتطلبات خلال فترة زمنية محدودة، وبمعدلات موضوعية يُمكن قياسها والتحقّق منها». وذكر أنّ أي خطّة عمل «لابد أن تضع بعين الاعتبار البيئة والإنسان والمادة الثقافية، وحينما تكون خطة ثقافية فهذا يتطلّب كذلك دخول مجموعة من العوامل المرتبطة بالهويّة الثقافية، التي تُؤدّي دورًا أساسيًا في ربط مكونات الأمة، وهذه العوامل أساسية في أي عمل ثقافي تتوافق عليه مؤسسات المجتمع وجماعاته وأفراده، بهدف ترسيخ الوجه الحقيقي للحياة والسلوك والمنجزات». وقال إن من ضمن اهتمامات الملتقى «الاستفادة من العقول والخبرات للمشاركين والمتفاعلين والحاضرين للوصول إلى الأفكار والتصوّرات الهادفة إلى الكمال المطلوب، عن طريق العلم لاستخلاص أحسن ما في الفكر الإنساني ممّا يُؤدي إلى رُقي البشرية وازدهار الحضارة. وقد وضعت وكالة الوزارة للشؤون الثقافية مجموعة لجان عاملة تابعة للملتقى للقيام ببلورة الأفكار عبر سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي ستُعرض ضمن توصيات الملتقى». وأشاد الحجيلان بدور الهيئة الاستشارية للثقافة، التي يتولى الكاتب والإعلامي محمد رضا نصرالله أمانتها العامة، وإسهامها في إعداد محاور الملتقى واختيار الضيوف ورسم آلية عمل الملتقى منذ فترة طويلة. وأمل الحجيلان أن يصل المجتمعون في الملتقى «إلى نقاط مشتركة تضع الثقافة محورًا لعملية التنمية، وتجعل البُعد الثقافي مكونًا أساسيًا في تطوير عملية النهضة في بلادنا، مع مراعاة جانبين متداخلين أحدهما مواصلة العناية بالتراث الثقافي المحلي والثاني تعزيز البُعد العالمي للثقافة». ويأمل أيضاً أن تُساعد طروحات الملتقى الوزارة «على تحقيق أهدافها في تشجيع الإبداع وتوسيع دائرة المشاركة في الحياة الثقافية، باقتراح استراتيجيات لدفع حركة الإبداع ورعاية المواهب الواعدة، والنظر في سُبل ضمان المشاركة المتوازنة للمبدعين وفتح المجالات الثقافية لجميع شرائح المجتمع، لتكون الثقافة الإيجابية ذات تنوع وثراء وتصبح أمرًا مشتركًا يُعزّز التلاقي ويُنمّي الحوار ويزيد من قيمة التفاعل بين أطياف المجتمع كافة، ويُعمّق – في الوقت نفسه – الثقافة العلمية القائمة على المنطق من خلال البحث والدراسة الدقيقة لأي جانب من جوانب الحياة». وأكد على أن هناك إرادة صادقة من وزير الثقافة ونائبه «لتفعيل هذه الخطط والمضي بها قُدماً إلى حيّز التنفيذ، لما فيه خدمة للثقافة ورفعة الوطن ولما يُحقق تطلعات ولاة الأمر، الذين لم يدخروا وسعًا في دعم كل ما من شأنه النهوض ببلدنا ثقافيًا وحضارياً».