تسعى وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام الخروج باستراتجية ثقافية شاملة من خلال آراء واقتراحات المثقفات والمثقفين الذين وجهت لهم الدعوة للمشاركة في ملتقى المثقفين الثاني الذي يطلقه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بعد غد في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وأوضح وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، أن الملتقى يشهد مناقشات وحوارات مع المثقفين من خلال أوراق عمل يقدمها نخبة من المفكرين والمسؤولين، والخبراء من داخل المملكة وخارجها، وقال: «أوراق العمل تتناول عددا من المجالات الثقافية التي تشمل صناعة الكتاب ونشر الوعي الثقافي واستثمار العلاقات الدولية والتبادل الثقافي بين الشعوب من أجل الانتفاع من التراكم المعرفي لدى الأمم وتسخير الانفتاح العالمي لخدمة الثقافة من جهة وفي تقديم صورة واقعية عن ثقافتنا أمام العالم من جهة أخرى». وبين الحجيلان أن وزارة الثقافة والإعلام تحاول استثمار الثقافة لأنها المدخل الأمثل لإحداث تغييرات إيجابية في أذهان الشعوب ونفوسهم وسلوكهم، وقال: «لا يحصل ذلك ما لم تكن هناك استراتيجية شاملة واضحة المعالم يساهم فيها الجميع لكي يكونوا شركاء في بناء التكوين الثقافي وفي التخطيط للعمل وفي اقتراح أدوات التطوير». وأضاف «أي خطة عمل لابد أن تضع في عين الاعتبار للبيئة والإنسان والمادة الثقافية، وحينما تكون خطة ثقافية فهذا يتطلب كذلك دخول مجموعة من العوامل المرتبطة بالهوية الثقافية التي تؤدي دورا أساسيا في ربط مكونات الأمة، وهذه العوامل أساسية في أي عمل ثقافي تتوافق عليه مؤسسات المجتمع وجماعاته وأفراده، بهدف ترسيخ الوجه الحقيقي للحياة والسلوك والمنجزات». وأفاد الحجيلان، أن الملتقى يعزز استفادته من العقول والخبرات للمشاركين والمتفاعلين والحاضرين للوصول إلى الأفكار والتصورات الهادفة، حيث وضعت وكالة الوزارة للشؤون الثقافية مجموعة لجان عاملة تابعة للملتقى للقيام ببلورة الأفكار عبر سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي ستعرض ضمن توصيات الملتقى. وتمنى الحجيلان أن تساعد طروحات الملتقى وزارة الثقافة والإعلام على تحقيق أهدافها في تشجيع الإبداع وتوسيع دائرة المشاركة في الحياة الثقافية باقتراح استراتيجيات لدفع حركة الإبداع ورعاية المواهب الواعدة، والنظر في سبل ضمان المشاركة المتوازنة للمبدعين وفتح المجالات الثقافية لجميع شرائح المجتمع لتكون الثقافة الإيجابية ذات تنوع وثراء وتصبح أمرا مشتركا يعزز التلاقي وينمي الحوار ويزيد من قيمة التفاعل بين كافة أطياف المجتمع ويُعمّق الثقافة العلمية القائمة على المنطق من خلال البحث والدراسة الدقيقة لأي جانب من جوانب الحياة.