أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس، مرسومين رئاسيين يتضمنان إجراءات عفو لصالح عدد من المساجين، مستثنياً المتورطين في قضايا «الإرهاب». وحضر بوتفليقة إلى مقبرة العالية شرقي العاصمة، ذكرى رمزية للصلاة على أرواح الشهداء في مناسبة عيد استقلال البلاد (5 تموز/ يوليو)، ورافقه عدد كبير من المسؤولين المدنيين والعسكريين. ولم تكن عادة بوتفليقة الإشراف على موعد بروتوكولي في مقبرة العالية في ذكرى الاستقلال، إلا أنه يبدو أن الرئاسة استحدثت الفكرة لتنظيم خروج رئاسي لبوتفليقة الذي انحصر نشاطه في استقبال الضيوف بسبب عدم استعادته لكامل نشاطه بعد. في سياق آخر، أفاد بيان رئاسي أن بوتفليقة وقع مرسومين صدرا طبقاً للصلاحيات المخولة له بمقتضى المادة 9-77 من الدستور، ويتعلق الأمر ب «إجراءات عفو جماعي لفائدة الأشخاص المحبوسين وغير المحبوسين المحكوم عليهم نهائياً (مؤبد)». كما تشمل هذه الإجراءات أيضاً «الأشخاص المسجونين المحكوم عليهم بالمؤبّد الذين تابعوا تعليماً أو تكويناً مهنياً ونجحوا خلال فترة حبسهم في امتحانات نهاية المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية وفي كل تخصصات التكوين المهني خلال السنة الدراسية 2013-2014»، استناداً إلى المصدر ذاته. وأشار بيان الرئاسة إلى أنه «يُستثنى من الاستفادة من هذه الإجراءات السجناء المعنيون بأحكام الأمر المتضمن تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والمحكوم عليهم لارتكابهم أو محاولة ارتكابهم بعض الأعمال التي تمت الإشارة إليها تحديداً، لاسيما تلك المتعلقة بالإرهاب». ويُعتقد أن العفو شمل نحو 5000 سجيناً في مناسبة عيد الاستقلال، حيث جرت العادة أن يصدر بوتفليقة مراسم عفو في هذه الذكرى. وتنتظر آلاف العائلات سنوياً هذا العفو على أمل استفادة أفرادها المسجونين منه، لكن قيوداً لاحقة فرضت شروطاً صارمة على كيفية احتساب سنوات السجن، ما يقصي الكثيرين من قرارات الرئيس. على صعيد آخر، أعلن الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، أن تصريحات رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبن (يمين متطرف) بشأن وضع حد لازدواجية الجنسية لا تمثل أبداً الموقف الرسمي الفرنسي، وذلك على خلفية خروج الجزائريين إلى شوارع فرنسا احتفالاً بتعادل المنتخب الجزائري لكرة القدم مع نظيره الروسي وتأهله للدور الثمن نهائي للمونديال. وقال الشريف أن «اليمين الفرنسي عودنا على مثل هذه التصريحات والتي نعرف جيداً أنها تصريحات تبقى هامشية لا تمثل أبداً الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية». وأضاف أن هذه المواقف «كثيراً ما يتراجع عنها اليمين الفرنسي»، مستدلاً بموقف والد زعيمة الجبهة الوطنية جان ماري لوبن تجاه النتيجة التي حققها المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل.