عبر ذوو المعلمات اللواتي لقين حتفهن في مدرسة البراعم عن امتنانهم، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على منح المعلمات المتوفيات في حادثة الحريق وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومليون ريال لكل أسرة منهن، وقالوا ل «الحياة»: «إن تكريم خادم الحرمين الشريفين لبناتنا أثلج صدورنا، وخفف من مصابنا في فقدهن». وبمشاعر امتزج فيها الفرح مع الحزن، قالت والدة المعلمة سوزان: «حين سمعت الخبر شعرت بثلج وضع على صدري الملتهب ، حين تكرم ابنتي من خادم الحرمين، ولم أتمالك دموعي التي مازالت إلى اليوم تنهمر، و أسأل الله أن تتوقف هذه الدموع لأكون صابرةً محتسبة على فراقها، إلا أنني عجزت عن ذلك، وعند حلول الليل أشعر بوحدة قاتلة، خصوصاً وأنا أنظر إلى باب حجرتها، وكأني أنتظر خروجها منه لتلقي علي تحية الصباح كما هي عادتها قبل ذهابها إلى المدرسة». وأكمل جميل شقيق سوزان، الحديث المنقطع للأم المكلومة، بقوله: « حين أنظر إلى والدتي أشعر بالألم، رغم أن الأيام تطوي الحزن، لكن دموع أمي تذكرني بشقيقتي، وأفكر في حال زوج المعلمة غدير ماذا تراه يشعر حين ينظر إلى بناته من دون أمهم؟، لكن الحمدلله، ونسأله الصبر لنا ولهم». وأوضح شقيق سوزان الأكبر سهيل الخالدي عن مدى اعتزازه وفخره بأبي متعب ، وأضاف : «بعد المغرب تلقيت مكالمةً من نائب الوزير نورة الفايز لتنقل لي الخبر المفرح قبل صدوره، وشعرت وكأن الموضوع تحرك بعد أن كدت أتيقن من أن سوزان دفنت وانتهى ذكرها من دون حتى أن نعرف من الجاني ، أحسست بسعادة وشعرت أن ثمة من يشاركك الألم ويحاول أن يخفف عنك ويثلج صدرك، ولا أستطيع أن أصور مدى سعادتي بأنني ابن لهذا الملك». وأشار إلى أن لجنة استدعتهم لإغلاق القضية والتنازل ، لكنهم لم يوقعوا على التنازل، وطالبوا بإكمال التحقيق حتى يتبين سبب الحريق، ومن المتسبب الحقيقي فيه. ومن عائلة المعلمة ريم النهاري، تصف شقيقتها رانية لحظة تلقيها خبر تكريم الملك لشقيقتها، بالقول: «وددت لو أنه أتيح لي شكر هذا الملك الطيب الذي دائماً ما يشعرنا بقربه، وكأن والداً آخر لي ربت على كتفي، وقال لي: ذكر ريم باقٍ لم يمت». وعلى رغم مشاعر الفرح اللا متناهية لدى رانية، إلا أن حزن فقد الشقيقة لم يبرح قلبها بعد، تقول: «مازلت أشعر بحزن وصمت رهيب في البيت، فأمي غادرتنا، وريم لحقت بها، ولم يتبق لي من أسرتي سوى والدي وإخوتي الرجال، وأحاول أن أقضي وقتي بالاعتناء بأخي المريض، فحين كانت ريم موجودة كنت أساعدها بالكمبيوتر وتحضير الدروس، ووعدتها بأن أكمل دراستي، وتقدمت بأوراقي، لكن بعد وفاة ريم توقفت إذ ليس لي رغبة في أي شيء بعدها». فيما قال خال المعلمة «ريم» مهدي العريشي أن وسام الملك عبدالعزيز شرف وفخر لنا، ولفتة أسعدت قلوبنا وأبدلت أحزاننا بشيء يرفع الرأس. وأكد أشقاء المعلمة ريم أن لجنة في مدرسة براعم الوطن سألتهم: «هل تطالبون بشيء أم تتنازلون عن القضية؟»، فأجاب والدي: «إن ثبت أن من تسبب بالحريق فتيات صغار فالله عفو كريم، لكن إن كان هناك خلل أو إهمال فلن أتنازل عن حق ابتني». وبدوره، ثمن المهندس محمد باجنيد زوج المعلمة غدير مبادرة الملك عبدالله والتي يقول عنها: «آنست قلبي، وهذا شرف لنا، ودعم من ملك دائماً يأتي بالجميل»، وعن إجراءات التحقيق قال: «استدعتنا لجنة في المدرسة، وطلبنا منهم توضيحات أكثر حول مسار القضية، وأخبرناهم أننا لن نتنازل عن القضية».