القاهرة - أ ب - قالت منظمة حقوقية أمس إن سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الراحل معمر القذافي يُعامل معاملة حسنة لكنه لا يتمتع بحق الوصول إلى محام. وجاء إعلان المنظمة بعدما زارت سيف الإسلام في مقر اعتقاله في الزنتان في الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس. واعتقل الثوار الليبيون سيف الإسلام القذافي المتهم بجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وهو موقوف لدى ثوار الزنتان الذين اعتقلوه في جنوب البلاد ونقلوه إلى معقلهم الجبلي. وتقول الحكومة الليبية إنها تريد محاكمته في ليبيا وليس في لاهاي، على رغم عدم وجود جهاز قضائي فعّال في البلاد. وقال فرد ابراهامز المستشار الخاص لمنظمة حماية حقوق الإنسان «هيومان رايتس ووتش» والذي زار نجل القذافي يوم الأحد إن سيف الإسلام «لم يعلن شكواه من ظروف احتجازه المادية» ولكن «قلقه الأساسي (ينبع من) عدم تمكنه من الوصول إلى عائلته وإلى محام» يدافع عنه. وحضت المنظمة الحقوقية السلطات الليبية على ضمان حق القذافي في الوصول إلى تمثيل قانوني. وقال النائب العام الليبي عبدالعزيز الحصادي للمنظمة الحقوقية الأميركية إن مكتبه فتح تحقيقاً في شأن مزاعم فساد مرتبطة بسيف الإسلام قبل بدء الثورة، وإنه سيحقق أيضاً في مزاعم تورطه في جرائم تم ارتكابها خلال الثورة. وقالت المنظمة إن ليبيا عليها أن تتحدى السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية إذا أرادت أن تحاكم سيف الإسلام على أراضيها وليس في لاهاي، وإن عليها في هذا المجال أن تُظهر أنها قادرة وراغبة في إجراء محاكمة عادلة وذات صدقية. وقال الحصادي للمنظمة إن ابن القذافي سيسمح له بالوصول إلى محام «بعد أن تحضّر الحكومة (الليبية) منشأة آمنة لتوقيفه في طرابلس». وأظهرت صور لسيف الإسلام القذافي بعد توقيفه أن اثنين من أصابعه وإبهام يده اليمنى كانت ملفوفة بضمادات كثيفة، وهو قال في تصريحات لاحقة إن هذه الإصابات نتجت عن غارة شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي وأوقعت 26 قتيلاً من أفراد موكبه في بني وليد إحدى آخر المدن التي سقطت في يد الثوار. وكرر سيف الإسلام هذا التفسير لإصاباته في لقاء خاص دام 30 دقيقة مع ابراهامز، مضيفاً أنه خضع لجراحة على أصابعه في الزنتان قبل نحو ثلاثة أسابيع وأنه يرى طبيباً كل أسبوع. وكشف سيف الإسلام أيضاً أنه يعتقد أن محاولة سابقة قام بها لمعالجة جروحه هي التي أدت إلى اعتقاله في الصحراء. ونقل عنه المسؤول الحقوقي: «إنني كنت ذاهباً لمقابلة طبيب في الجنوب من أجل يدي، من أجل (إجراء) عملية»، مضيفاً أن «يدي كانت في وضع سيء جداً». وزاد أن ثوار الزنتان علموا برحلته واعتقلوه. وقال سيف الإسلام في اللقاء معه «إن معاملتي «أوكيه». على الأقل أنا في بلدي». وأضاف متحدثاً بالإنكليزية: «ليس هناك تعذيب أو شيء من هذا القبيل». لكنه شكا أساساً مما وصفه ب «العزلة التامة» عن العالم الخارجي وأنه ليس مسموحاً له بالتحدث أو تلقي زيارات من أفراد في عائلته أو أصدقاء له. كما أنه ليس مسموحاً له بالوصول إلى صحف وبث تلفزيوني أو إذاعي، لكن بعض الكتب يمكنه الحصول عليها.