غرناطة (إسبانيا) - أ ف ب - أعيد أول أسد من الاسود الرخامية ال12 في قصر الحمراء الشهير في غرناطة، الى مكانه في وسط الساحة التي كانت فيها منذ عقود بعد ترميم هذه التحفة من الفن الاسلامي التي ستُتاح زيارتها مجدداً أمام الجمهور في الربيع المقبل. وقال المستشار الثقافي للسلطات الاندلسية المحلية باولينو بلاتا: «انه حدث تاريخي». وراح التقنيون الذي سهروا على عملية الترميم يصفقون بحرارة عندما وضعت رافعةٌ بعناية فائقة الاسدَ الرقم ثمانية في مكانه الاصلي. وساحة الأسُود المحاطة برواق من الاعمدة الرخامية البيضاء تعتبر من أهم معالم قصر الحمراء الذي أقامت فيه في القرن الثالث عشر سلالة بني نصر قبل قرنين من انتهاء الوجود العربي في اسبانيا. وتشكل الاسود ال12 البالغ وزن كل منها 300 كيلوغرام، قاعدة نافورة من الرخام الابيض في وسط باحة أقامها في القرن الرابع عشر السلطان محمد الغني بالله. وكانت المياه الكلسية وعوامل الزمن والضرر الناجم عن النشاط البشري جعلت من الضروري ترميم الاسود في عملية بدأت في شباط (فبراير) 2007. واستعادت الاسود روعتها وألقها، وهي معروضة في إحدى قاعات القصر وستعاد الى مكانها الاصلي تباعاً في الايام المقبلة. ويشكل ترميم الارضية المصنوعة من الرخام أيضاً فضلاً عن وضع قنوات جديدة المرحلة الاخيرة من عملية الترميم التي كلفت 2.16 مليون يورو، كما أفاد بالوينو بلاتا. وأفاد مجلس الثقافة في الاندلس، أنه على رغم أن الاسود تبدو متشابهة، بات بالإمكان الآن الوقوف على الملامح التي تميز بعضها عن بعض». وقصر الحمراء هو المقصد السياحي الاول في اسبانيا، وزار هذا المَعْلَم أكثر من مليوني شخص في الاشهر التسعة الاخيرة من السنة الراهنة.