دافع مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان عن الممارسات التي قامت بها الجامعة في ما يخص تعاقدها مع عدد من العلماء، معتبراً أنها تأتي ضمن العمل على تفعيل الاقتصاد المعرفي، ومؤكداً أنها ممارسات شرعية وصحيحة وستواصل عملها، واصفاً جامعة الملك سعود ب «عرّاب» التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي مهما قيل عنها، متسائلاً: «لماذا يحلّ لجامعة هارفارد وغيرها استقطاب العلماء ونحرّم ذلك على أنفسنا؟». وقال العثمان خلال اللقاء السنوي المفتوح بوكلاء وعمداء وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بالجامعة أمس في قاعة حمد الجاسر بمقر الجامعة: «لو التفتت سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية إلى التقارير الدولية التي تريد أن تخذلها في الاستقطاب لاستمرت حتى هذه اللحظة متخلفة، ولكنها لم تكثر الالتفات وتحملت عبء النقد الشديد من التقارير الدولية ومن أبنائها وبناتها من الداخل حتى وصلت لما وصلت إليه، فلماذا نريد أن نكون متخلفين ومتأثرين ومتشائمين؟، فالتقارير ستتوالى، إذ صدرت عن مجلة (الساينس) ستة تقارير، لكن من أراد أن يعرف كثافة التقارير الدولية فعليه يأخذ مجلة (الساينس) وحدها ويطبّقها على سنغافورة والصين وكوريا الجنوبية وغيرها». وأضاف: «يجب أن نكون حكماء وأن نستفيد من كل تقرير دولي، نأخذ الحكمة ونتعلم من الأخطاء، ولكن أيضاً يجب ألا نلتفت ونكثر التوقف، فجامعة الملك سعود مهما قيل عنها هي عرّاب التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي وليس في المملكة العربية السعودية، وهي رائدة التنوير الثقافي في المملكة، ولا أدل من الثلثاء الماضي عندما اختار خادم الحرمين الشريفين خمسة وزراء من أبناء هذه الجامعة، فهناك ثمانية في المئة في مجلس الوزراء من أبناء جامعة الملك سعود، فجامعتكم هي مؤسسة المعرفة للوطن، وعندما نتحدث عن جامعة الملك سعود لا نتحدث عن البنيان، ولا نتحدث عن البنية التحتية، إنما نتحدث عنكم أنتم أيها الزملاء والزميلات، فالأمل بكم ولكم من كل محب لهذا الوطن الشكر وعظيم الامتنان». واستطرد في حديثه: «لماذا يحلّ لهارفارد أن تستقطب ونحرّم على أنفسنا، وكأن الأمر حلال على هارفارد وحرام على جامعة الملك سعود، وحلال على المعهد الكوري للعلوم والتقنية، وحلال للجامعة الوطنية السنغافورية وحرام على جامعة الملك سعود، نعم هناك أخطاء في جامعة الملك سعود، ويجب أن نكون رواداً ونستفيد من الخبرات الوطنية، وحينما تصبح موازنة البحث العلمي في جامعة الملك سعود 2 أو 3 بلايين عندها يمكن أن نستقطب علماء نوبل بتفرغ كامل، فالكوريون عندما اسندوا إدارة المعهد الكوري للتقنية في الأعوام الخمسة الأولى لعالم نوبل حدث التغيير، فهل من الخطأ أن نزاحم العالم؟، فإذا لم تنتقل المملكة للعالم المتقدم من ينتقل؟». وطرح العثمان خلال حديثه مجموعة من التساؤلات منها: «كيف نتهم بأنهم يبحثون عن الريالات في جامعة الملك سعود وهم الذين تبرعوا ببعض جوائزهم التي وصل بعضها لمليون يورو للعمل الخيري؟، لماذا جمعت الجامعة 3 آلاف مليون و500 ألف ريال لأوقاف الجامعة؟ من هو المستفيد؟ أليست الأجيال القادمة؟ اليوم جامعتكم تقول للدولة شكراً لا نحتاج أي موازنة للبحث العلمي ابتداء من عام 2013 أليس هذا هو انجازكم؟ سمعة جامعة الملك سعود نقلت 750 مليون ريال من الجبيل إلى وادي الرياض للتقنية، فهل شركة سابك ستجامل مدير جامعة الملك سعود؟ لماذا اليوم مديري 18 جامعة من أبناء جامعة الملك سعود؟»، مشيراً إلى أن هناك فريقاً علمياً متخصصاً اختار جامعة الملك سعود، في ما شدد على ضرورة المحافظة على الصورة الذهنية الإيجابية عن الجامعة. وقال: «هل يليق أن تكون ترتيب المملكة العالمي في الاقتصاد المعرفي 68 وتكون إحدى دول الخليج في المرتبة 40؟.. الاقتصاد المعرفي هو اقتصاد العقول، ولذلك فإن جميع الممارسات التي مارستها جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد وجامعة الملك عبدالعزيز هي ممارسات شرعية صحيحة حقيقية، وجامعة الملك سعود ستستمر في هذه الممارسات، ومن أراد أن يتأكد فلماذا نحاكم التقرير ولا نحكم قواعد البيانات؟، الجامعة يجب ألا تسعى لإقناع الجميع، لكن آمل أن نستمر كما كنا وأكثر، ونثبت أن جامعة الملك سعود هي أرامكو المعرفة، وهذا لا يعني أنني متعصّب لجامعة الملك سعود، فأنا متأكد أن جامعات أخرى لديها حراك كبير، لكن جامعة الملك سعود هي التي ستلعب الدور الرئيس». ويؤكد: لا نشتري «التفوق»... و«سامح الله من جرحني»