طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعضاء المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي أمس (الاثنين) في الرياض بتجاوز «مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر». وقال الملك عبدالله في كلمة ألقاها، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ال32 لقادة دول مجلس التعاون في العاصمة السعودية: «نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منّا اليقظة، وزمنٍ يفرض علينا وحدة الصف والكلمة». وقال خادم الحرمين، مخاطباً القادة الخليجيين: «تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا». وأضاف: «من الواجب علينا مساعدة أشقائنا في كل ما من شأنه تحقيق آمالهم وحقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الأحداث والصراعات ومخاطر التدخلات». وحذّر خادم الحرمين الشريفين من أن التاريخ والتجارب «علمتنا ألا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة يواجه الضياع وحقيقة الضعيف، وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا». وعقد قادة الدول الخليجية الست اجتماعاً مغلقاً مساء، عقب الجلسة الافتتاحية للقمة التي عقدت في قصر الدرعية في الرياض. وترأس القمة خادم الحرمين الشريفين، بحضور ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسلطان عمان قابوس بن سعيد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد الذي مثّل رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي أبلغ الملك عبدالله في اتصال ليل أول من أمس بعدم تمكنه من الحضور شخصياً. وتوقع مراقبون خليجيون أن تكون الأزمة في سورية والخلاف مع إيران في صدارة محادثات الزعماء الخليجيين. كما يرتقب أن يكون دعم اليمن لضمان تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية ضمن القضايا المدرجة في جدول أعمال القمة الخليجية التي يتوقع أن تختتم اليوم ببيان يعلن قراراتها، خصوصاً المتعلق منها بالتعاون بين الدول الست (السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر وعُمان). وأكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة ل«الحياة» ما نشرته أمس عن توقعات بإقرار برنامج لتمويل التنمية في المغرب والأردن على مدى خمس سنوات. لكنه نفى أن يكون ملكا البلدين قد دعيا إلى حضور قمة الرياض. ولاحظت وكالة «رويترز» أمس أن قمة الرياض تمثل أول اجتماع لقادة دول مجلس التعاون منذ اندلاع ما عرف ب«الربيع العربي»، في إشارة إلى الاضطرابات التي أسفرت عن تغيير أنظمة في دول عربية. وقال مراقبون في الرياض إن دعوة الملك عبدالله إلى التحول خليجياً من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد ستؤدي إلى نشاط ديبلوماسي مكثف في دول المجلس، خصوصاً أنها صدرت وسط تحذيرات من خادم الحرمين الشريفين من أن الاجتماع الخليجي يعقد في ظل تحديات تستدعي اليقظة ووحدة الصف والكلمة. وبشَّر عدد من المسؤولين في دول المجلس تحدثت إليهم «الحياة» على هامش قمة الرياض مواطني دول المنطقة بحزمة قرارات تسعدهم وتلبي تطلعاتهم.