تنطلق منافسات كأس ولي العهد السعودي مساء اليوم من خلال إقامة أربع مباريات في دور ال16، إذ يستضيف الشباب نظيره القادسية، ويحل النصر ضيفاً على الفتح، ويلتقي الاتفاق والأنصار على ملعب الأول، فيما يستضيف الطائي الفيصلي. الشباب – القادسية رغم الفوارق الفنية الكبيرة التي ترجح الكفة الشبابية، إلا أن مباريات خروج المغلوب ذات طابع مختلف تماماً وقابلة لعامل المفاجآت، ما يجعل مدرب الشباب البلجيكي برودوم لا ينظر إلى أفضلية العناصر ولا إلى عاملي الأرض والجمهور ويرفع الحيطة والحذر إلى أعلى الدرجات من أجل إعادة الفريق إلى معانقة ذهب البطولة التي غابت طويلاً عن خزائن الليث، ومتى ما واصل لاعبو الشباب الأداء الكبير الذي منحهم صدارة ترتيب الدوري فلن تكون مهمتهم صعبة في العبور إلى المرحلة الثانية من المسابقة، والخطوط الشبابية تمتاز بالتجانس وسرعة نقل الكرة نحو مناطق الفريق المقابل، كما أن برودوم تحت يده أجندة مزدحمة بالأوراق التي يتمناها أي مدرب لتحقيق أهدافه على المستطيل الأخضر انطلاقاً من الحارس العملاق وليد عبدالله والمدافعين البرازيلي تفاريس وحسن معاذ وعبدالله الأسطا ومروراً بالأوزبكي جيباروف والبرازيلي فيرناندو في منتصف الميدان، فيما تصل الخطورة ذروتها في خط المقدمة بوجود الثنائي ناصر الشمراني والغيني إبراهيم ياتارا. وعلى الطرف الثاني، يحاول مدرب القادسية البرتغالي ماريانو قلب الموازين وإقصاء الشباب في عقر داره، ويدرك البرتغالي صعوبة المهمة في ظل قوة الخصم، ما يجعله لا يتردد في تحصين الخطوط الخلفية والاعتماد على الكرات المرتدة التي ينطلق خلفها الجزائري الحاج بوقاش وطلال الشمالي وعلي الشهري وكذلك الظهير النشط ياسر الشهراني، وأبرز ما يعانيه مدرب القادسية تواضع أداء المدافعين والهفوات التي تكررت أخيراً من حارس المرمى منصور النجعي. الفتح - النصر يسعى الفتح إلى الاستفادة من الظروف غير المستقرة التي يعانيها النصر وخطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، والفريق قدم مستويات كبيرة في منافسات الدوري وسبق وأن تغلب على النصر في عقر داره في الدور الأول من الدوري للموسم الجاري، والمدرب التونسي فتحي الجبال ذكي ويجيد قراءة خطوط الخصم باكراً إلى جانب تعامله المثالي مع أحداث المباريات، ودائماً ما يكون اعتماده على تحركات الثلاثي الخطير ربيع سفياني وحمدان الحمدان وأحمد أبو عبيد وكذلك الكنغولي موريس سالمو، وتمتاز خطوط الفريق بالحماسة والقتالية التي مكنته من تعويض فارق الإمكانات الفنية أمام الفرق الكبيرة. وفي الجهة المقابلة، يدخل النصر بثوب جديد بعد تولي المدرب الكولومبي ماتورانا المهمة التدريبية، ويمني أنصاره النفس بمسح الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق في الآونة الأخيرة وكان آخرها الخسارة أمام القادسية، وتحت يد ماتورانا أجندة أكثر من جيدة تمكنه من تطبيق ما يريد على أرض الميدان متى ما أحسن التعامل مع إمكانات لاعبيه وأحسن انتقاء القائمة الأساسية، ويظل الكولومبي بينيو وإبراهيم غالب ومحمد السهلاوي وخالد الغامدي هو الأكثر حيوية وفعالية في مثل هذه المواجهات. الاتفاق - الأنصار تبدو مهمة الاتفاق سهلة في العبور للمرحلة الثانية عطفاً على ضعف إمكانات الخصم وتواضع قدراته الفنية، ورغم ذلك سيكون المدرب الكرواتي برانكو في غاية الحذر أثناء وضع آخر مخططاته الفنية خشية تعرض فريقه لمفاجأة تقصيه من المنافسة باكراً، والخطوط الحمراء زاخرة بالعناصر البارزة بوجود المهاجمين الخطرين يوسف السالم والأرجنتيني تيغالي إلى جانب حيوية يحيى الشهري والبرازيلي لازاروني. وفي المقابل، لن تتجاوز طموحات الأنصار العودة بأقل الخسائر وتوديع المسابقة بخسارة مقنعة لعشاقه، كما أن المدرب التونسي جلال القادري لن يركز كثيراً على منافسات مسابقة كأس ولي العهد بسبب خطورة موقف فريقه في سلم ترتيب الدوري، إذ يوجد في المركز الأخير ومن دون أي رصيد نقاطي، وبات الأكثر ترشيحاً للعودة إلى دوري الدرجة الأولى، لذا لن يكون حريصاً على محاولة مجاراة الاتفاق بقدر بحثه عن تعديل الأوضاع الفنية والظهور بصورة جيدة. الطائي - الفيصلي يتطلع الطائي إلى استعادة جزء من ماضيه الجميل في المسابقة عندما وصل إلى النهائي عام 1997 وخسره أمام الاتحاد بهدفين من دون رد وهو الإنجاز الأبرز حتى الآن في سجلات الفريق، ورغم وجود الفريق في دوري الدرجة الأولى وفي مركز متأخر بعض الشيء إلا أنه يعرف كيفية التعامل مع المباريات الكبيرة، كما أنه يضم عناصر أكثر من جيدة بوجود حمد الجهيم وصابر هوسة والحربي وغيرهم من الأسماء التي تعول عليهم جماهير الفريق. وعلى الضفة الأخرى، يتطلع الفيصلي إلى الاستفادة من فارق الخبرة والإمكانات والتقدم نحو دور الثمانية، والمدرب الكرواتي زلاتكو يثبت يوماً بعد يوم أنه مدرب كبير ويستطيع قيادة الفريق إلى أبعد المراحل بل والمنافسة الحقيقة على المسابقات ذات النفس القصير.