أشرق صباحي يوم أمس بخبر عن ابن من أبناء الوطن اسمه الدكتور ساير راشد الفريدي مبتعث الدكتوراه بمستشفى كليفلاند كلنك في أميركا حصل على أعلى جائزة بحثية يمنحها مستشفى كليفلاند كلنك بأميركا لطلاب الدراسات العليا، وهي جائزة الزمالة، وتمنح هذه الجائزة للطلاب الذين قاموا بإنجازات بحثية مهمة نشرت في مجلات علمية رائدة، هذا الخبر قادر على تحويل الصباحات الشتوية الباردة إلى صباح دافئ وبهيج، لأننا نعرف أن أمثال راشد كثيرون وأن الوطن الذي فيه مثل راشد وأمثاله محظوظ، وأن هذا الخبر يجعلنا في مصاف الناجحين البارزين المتقدمين في العلوم وخدمة الإنسانية، لكن «جنياً» قتل فرحتي وقام بنقلي لخبر تال أوقعني في صراع أخلاقي: هل أكتب عن فرحتي براشد أم ألاحق القتلة الذين قتلوا فرحتي وأطهر العالم من شرورهم؟ للأسف لن استطيع الكتابة عن راشد وفي الوقت نفسه لن استطيع ملاحقة القاتل، لأن القاتل كما أكد قائد شرطة قباء في المدينةالمنورة جني وقد قتل امرأة في ال40 من عمرها في مدينة العلا، وفي تفاصيل هذا الخبر الذي نشرته صحيفة «عكاظ» «أن المرأة ضربت نفسها وقامت بكي نفسها وأن الجني قاتله الله هو الذي أمرها بهذا. وقد قيدت الشرطة محضراً ضد الجني وأعلنت مسؤوليته عن القتل». ويا ليت الخبر توقف عند هذا الحد بل «أعلنت الشرطة أن المرأة ليست هي وحدها المسكونة بجني بل كل العائلة من الرجال والنساء، مما يعني منطقياً أن هناك ضحايا محتملين وجريمة قتل قادمة». لن تستطيع الشرطة منع هذه الجرائم ولن تستطيع أن ترفع بصمات الجني ولن تستطيع أن تطلب منه تمثيل الجريمة بحسب ما درسه قائد الشرطة في الكلية الأمنية، فالجني يستخدم للأسف يدي الضحية وعقلها في القتل، لكن الجني يعتبر هو المسؤول. بل سيصبح قاتلاً متسلسلاً أي صاحب جرائم قتل متعددة. قائد الشرطة لم يستعن بطبيب نفسي في كتابة تقريره بل بواحد من الرقاة الشرعيين الذين يكثرون في هذه المنطقة، والذين يعالجون المسكون حتى تتدهور حالته ويخسر ماله ثم ينتهي به الأمر بقتل نفسه. وقد نصح الراقي الشرعي بقية العائلة أن تنجو بنفسها وتهرب للمدينة المنورة قبل أن يقتلهم الجن كلهم. مما يعني أن الجن قد يغيرون خطتهم ويتوجهون لبقية سكان البلدة التي تعيش تحت رحمة الرقاة الفاشلين في طردهم، أو قد ينتقلون مع الهاربين الجدد إلى المدينة فهم ساكنون في أجسادهم، ولا أدري لماذا يتكاثر الجن في المناطق التي تشكو من قلة الخدمات التنموية البعيدة عن المركز الإداري، فيعيشون تحت رعب نشاط جن ملحوظ تتناقله الناس أجيالاً بعد أجيال. أتخيل الآن وفرائصي ترتعد حال هذه البلدة التي أعلن قائد شرطتهم أن الجن يشاركونهم العيش. وأن الجن بعد قتل امرأة في طريقهم لقتل أقاربها من الرجال والنساء - الله يكفينا شره-. في المدينةالمنورة قام جني بالاستيلاء على عقارات وأموال عن طريق رشوة قاض ب600 مليون ريال وقد استمع الرقاة لشهادته في هذه القضية، على الأقل الجني هنا اعترف لكن يتعذر سجنه، لكنه في العلا يقتلهم ولا يعترف. أظن أن الجن زودوها ولابد أن نتصدى لهم قبل أن يقتحموا المدينةالمنورة. لكن الحل إذا أردتم الصواب تجدونه عند الدكتور ساير الفريدي. [email protected] twitter | @badryahalbeshr