لم يكن طبيعياً مشاركة وفد يمني في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، فيما مهندس العلاقات اليمنية الخليجية الرئيس المخلوع أو المتنحي بإرادته علي عبدالله صالح غائب عن المشهد السياسي، وللأبد. وإذا وصف حضور اليمن في قمم دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الخمس الأخيرة بصفة مختلفة عن بقية الأعضاء، أحد أهم منجزات الرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال فترة رئاسته الممتدة لثلاثة عقود، فإن القدر لم يسعف صالح ليكمل مشروعه الكبير الذي ينتظره كل يمني بفارغ الصبر. يتلاشى اليوم حلم صالح في أن يضع لبنة جديدة ترفع من آمال بلاده الفقير مادياً في أن يكون عضواً كاملاً في مجلس الأغنياء الخليجي، لكن أحلام اليمنيين لن تتوقف بطبيعية الحال، فالأوطان دائماً أكبر من الرجال مهما بلغت إنجازاتهم. يبرز هذا المبدأ في لغة الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل والتي كانت تغلف وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي، والذي أكد انه أطلع الوزراء الخليجيين على آخر التطورات في اليمن التي أعقبت توقيع المبادرة الخليجية التي رعاها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض خلال الشهر الجاري، مشيراً إلى أن الجانب الأمني في اليمن يسير بصورة طيبة. ولفت وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي في تصريح صحافي في الرياض أمس، عقب انتهاء مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يسبق قمة قادة المجلس غداً، إلى نجاح الأطراف اليمنية في تنفيذ جوانب المبادرة الخليجية باستثناء الانتخابات المبكرة، وقال: «ما تبقى من تنفيذ المبادرة هو الإعداد للانتخابات الرئاسية المقررة في شباط (فبراير) المقبل». وفي ما يتعلق بتعزيز موقع بلاده للتحول عضواً في مجلس التعاون الخليجي شدد القربي على أهمية الجانب الاقتصادي في المرحلة الحالية، غير أنه أشار إلى أن الجانب الاقتصادي يتطلب المزيد من التعاون بين بلاده ومجلس التعاون، داعياً إلى تقديم الدعم المادي التنموي لليمن لاسيما في المرحلة المقبلة. وحول سير الأوضاع في اليمن، قال القربي: «الجانب الأمني يسير بصورة طيبة، فيما تبقى القضايا المتعلقة بمعالجة آثار الأزمة والعمل على تحقيق النمو الاقتصادي في الفترة المقبلة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني». وأكد أن ما يحدث في قرية دماج بشمال اليمن هو «خلافات مذهبية لا علاقة لها بالأزمة السياسية إلا أنها تمثل خطراً على السلامة الاجتماعية في اليمن». وكان القربي عبر عن شكر بلاده وتقديرها لقادة دول مجلس التعاون الخليجي لإسهامهم في إنقاذ اليمن من الأزمة السياسية التي مرت بها أخيراً. وقال في تصريح صحافي عقب وصوله أمس لمطار الملك خالد الدولي بالرياض إن بلاده والشعب اليمني «يقدران الموقف التاريخي لقادة دول المجلس الذي تمثل في المبادرة الخليجية التي أسهمت في إنقاذ بلاده». معرباً عن أمله في نجاح جهود القوى السياسية من أجل تطبيق مبادئ المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية التي مرت بها اليمن في الفترة الماضية.