أقيم في الدوحة أمس عرض عسكري لمناسبة اليوم الوطني، شهده أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحشد من المواطنين والمقيمين، وتضمن عروضاً شعبية اقامها رجال القبائل احتفاء بذكرى تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مقاليد الحكم في 1878، وهو الذي يوصف ب «مؤسس قطر الحديثة». حضر العرض العسكري ولي العهد الشيخ تميم بن حمد والممثل الشخصي للأمير الشيخ جاسم بن حمد والمستشار الخاص للأمير الشيخ عبد الله بن خليفة ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس «هيئة الرقابة والشفافية» عبدالله بن حمد العطية ورئيس مجلس الشورى محمد بن مبارك الخليفي. وكان لافتاً حضور رئيس المجلس الوطني الليبي مصطفى عبد الجليل، حيث وقف الى يمين الأمير، فيما جلس الى يسار الشيخ حمد على كرسي -بسبب ظروف صحية- محمدٌ نجل «المجاهد التاريخي الليبي» عمر المختار. وتُعبر مشاركة عبد الجليل، كما قالت ل «الحياة» مصادر ليبية، عن «تقدير كبير للدور القطري في دعم ونصر ثورة الشعب الليبي» التي اطاحت حكم معمر القذافي. وتزامنت المشاركة الليبية مع افتتاح الأمير شارع «عمر المختار» في منطقة «الدفنة»، وهي من الأحياء الراقية في الدوحة. وكان الشيخ حمد تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، الذي هنأه للمناسبة وتبادل معه الرأي حول «المستجدات الفلسطينية». وشارك الأمير وكبار المسؤولين في أداء «العرضة» الشعبية، وسجلت المرأة القطرية حضوراً لافتا في «المسير الوطني» على كورنيش الدوحة، وعكس ذلك أبعاد الانفتاح الاجتماعي في البلاد. وأطل أطفال قطريون بأزياء بلون العلم الوطني، وهم ينشدون «كلنا قطر... كلنا حمد». وكان العرض العسكري البري والبحري والجوي بدأ باطلاق 18 طلقة مدفعية في اشارة الى تاريخ اليوم الوطني، ونفذت طائرات قطرية حديثة، بيينها طائرات «ميراج» و «الفاجيت» الفرنسية،مناورات فوق موقع العرض، ما يؤشر أيضا الى «قوة العلاقات بين الدوحة وباريس»، كما شاركت في العرض دبابات ومدرعات وآليات اخرى. وشدد رئيس الأركان اللواء الركن حمد بن علي العطية لدى مخاطبته العرض العسكري، على أن «المؤسسات العسكرية والأمنية أصبحت ركائز مهمة ورافداً رئيسياً يدعم الاستقرار ويفرض السلام في ربوع الوطن»، ونوه ب «حكمة» القيادة، متعهداً باسم منتسبي القوات المسلحة والأمن، بأن «نكون جنوداً أوفياء للوطن ومكتسباته، ليبقى الوطن عزيزاً قوياً منيعاً ومساهماً في دعم الاستقرار والسلم الدوليين». وجدد «عهد الولاء والوفاء وإعلاء قيم البذل والفداء»، لافتاً الى أن «الأمير أيقن أن بناء الانسان القطري هو أعظم بناء، وأن الثروة الحقيقية والمكسب الفعلي للوطن يكمن في الشباب الذي يتسلح بالعلم والمعرفة».