بعد أيام على عرض إيران طائرة تجسس أميركية، اعترضتها «إلكترونياً» لدى تحليقها في أجوائها، أعلنت أمس اعتقال عميل لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) بعد عبوره حدودها من أفغانستان. وأوضحت وزارة الإستخبارات أن «المتسلل إيراني الأصل عمل في مجال تحليل المعلومات في العراق وأفغانستان، وأُرسل استناداً إلى برنامج مدوّن واضح وضعته «سي آي أي» لتنفيذ مهمة استخباراتية معقدة تشمل اختراق الوزارة لتزويدها معلومات خاطئة والتجسس في الوقت ذاته»، وإن عناصرها «رصدوه لدى تلقيه تدريبات في قاعدة باغرام العسكرية الأميركية في أفغانستان، ثم ساعدوه على دخول إيران لاعتقاله». وأبلغ مصدر أمني إيراني «الحياة» إن القيادة الإيرانية تضع كل الاحتمالات علي الطاولة في التعاطي مع التهديدات الأميركية والإسرائيلية، في إشارة إلى تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب ألقاه خلال مؤتمر «الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية» في واشنطن أول من أمس، «عدم رفع أي خيار عن الطاولة» في مواجهة ملف البرنامج النووي لإيران. وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية أعلنت في 21 أيار (مايو) الماضي تفكيك شبكة «تجسس وتخريب»، واعتقال 30 جاسوساً اتهموا بالعمل لمصلحة الولاياتالمتحدة، من دون توضيح هوياتهم وظروف توقيفهم. وسيُحاكم 15 منهم قريباً بتهمة «التجسس لحساب الولاياتالمتحدة وإسرائيل». تزامن ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي دخول بلاده بقوة في حرب إلكترونية مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وتلبية متطلباتها بكفاءة عالية «بدليل اسقاطنا طائرة استطلاع أميركية مطلع الشهر الجاري، وإنتاجنا عدداً من طائرات الاستطلاع الهجومية من دون طيار التي تتمتع بقدرات عالية ودقة كبيرة في جمع المعلومات». وأضاف: «إننا جاهزون لمواجهة كل الاحتمالات، في حين لا نتوقع من الولاياتالمتحدة إلا مواصلة التهديدات لأنها دولة معتدية وتحب الهيمنة، وتأسست علي أساس الاعتداء علي الآخرين». وكشف وزير الخارجية علي أكبر صالحي أن بلاده تسلمت طلباً أميركياً عبر السفارة السويسرية في طهران لاسترداد طائرة التجسس الأميركية المحتجزة، «لكن ردنا واضح علي الرسالة، وهو الدفاع عن حقوق الشعب وسيادة إيران»، مطالباً الحكومة الأفغانية التي انطلقت طائرة التجسس من أراضيها بمنع تكرار مثل هذه الحالات.