توقف مشروع البناء الرياضي في الوطن العربي على ما يجود به الزمن دون عناء من القائمين على الرياضة العربية، ويبدو أن «قطر» الدولة العربية الوحيدة التي تملك عناصر «صناعة البطل الأولمبي» بمعناه الحقيقي، لكن منظومة العمل في الاتحادات القطرية لم تكتمل رغم الدعم الحكومي الهائل، ولو توفر لقطر كوادر إدارية وفنية بما يوازي الرعاية والدعم لوصل الأبطال القطريون للمستوى الأولمبي العالمي من أقصر الطرق. كمثال للبناء نعود للوراء وقبل عام 1980 كانت لعبة كرة الطائرة غير معروفة في أمريكا، وكان التنافس على اشده في دورات الألعاب الأولمبية بين روسيا وأمريكا قبل دخول الصين على الخط بمواهبها الرائعة، قرر الأمريكان بناء لعبة كرة الطائرة لسحب السيطرة الروسية بهذه اللعبة التي تسهم في فوزهم بذهبية هذه اللعبة كل دورة أولمبية. استعانت أمريكا بكوادر فنية عالمية ومنحتها صلاحية مطلقة لبناء لعبة كرة الطائرة تأهباً لدورة لوس أنجلس 1984 بعد موسكو1980، وبدا العمل برصد مبالغ مالية كبيرة ثم جلب لاعبين صغار في السن وبمواصفات اختارها الخبراء، وبدأ التحضير وفق أسس علمية دقيقة وبعد ستة أشهر بدأ المنتخب الأمريكي مبارياته الودية مع منتخبات يتم جلبها، وكانت أمريكا تخسر كل مبارياتها 3-صفر، ثم قام المنتخب بجولة على الجامعات الأمريكية ولعب مباريات ضعيفة، تبع ذلك جولة على أوروبا لمدة ستة أشهر، وخسر كل مبارياته، ثم جولة على شرق آسيا ستة أشهر، وخسر كل المباريات بسهولة تامة، وبعد كل جولة يعود المنتخب لأمريكا ويشهد عمليات تطوير فنية عالية الجودة، في السنة الثانية من تجهيز المنتخب، قام بجولة على أوروبا، وبدأ يساير رتم المنتخبات الأوروبية، وفي السنة الثالثة تمت نفس الجولات وبدأ المنتخب الأمريكي يأخذ أشواط من بعض المنتخبات الأوروبية والآسيوية، ومع بداية السنة الرابعة وقبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية أصبح المنتخب الأمريكي نداً لأي منتخب في العالم بل أسهم الخبراء في تطوير أداء اللاعبين ومنها الإرسال الساحق. برنامج بناء المنتخب الأمريكي كان الهدف منه الفوز بالميدالية الذهبية في لوس انجلس وقد كان، حيث فاز المنتخب الأمريكي بالميدالية الذهبية، وقدم للعالم منتخباً أمريكياً رائعاً. هذا هو البناء الذي ننتظره من قطر، لأنها قادرة ومقتدرة، أما بقية الدول العربية فهي تعاني من الثقوب والعيوب التي تحرق أي جهود مبذولة، لأسباب عديدة منها الشح المالي، وضعف الكوادر الإدارية، والفنية وندرة المواهب، وأشياء خلف الكواليس لا يتسع المجال لذكرها. [email protected]